نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 109
المحسنين، وصورة أخرى من قوة التحمل حيث قام بذلك العمل الشاق وهو يعاني من شدة الجوع ما يضعف قوته، وصورة أخرى من إيثار الأحبة والوفاء لهم، فهو على ما به من شدة الجوع وبالرغم مما قام به من ذلك العمل الشاق قد احتفظ بأجرته من التمر حتى لقي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأكل معه [1].
5 - زهد السيدة فاطمة وصبرها: كانت حياتها في غاية البساطة بعيدة عن التعقيد، وهى إلى شظف العيش أقرب منها إلى رغده [2] , وهذه القصة تصور لنا حال السيدة فاطمة من التعب وموقف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منها عندما طلبت منه أن يعطيها خادمًا من السبى، قال على لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت [3]، حتى لقد اشتكيت صدري، قال: وجاء الله أباك بسبى فاذهبي فاستخدميه [4] , فقالت: أنا والله طحنت حتى مجلت يداي، فأتيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: ما جاء بك أي بنية. قالت: جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله ورجعت فقال على: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتينا جميعًا، فقال على: يا رسول الله والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي [5] , وقد جاءك الله بسبى وسعة فأخدمنا، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى [6] بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم، فرجعا فأتاهما النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقد دخلا في قطيفتها إذا غطت رءوسهما تكشف أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رءوسهما، فثارا، فقال: مكانكما،، ثم قال: ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ قالا: بلى. فقال: كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام، فقال: «تسبحان في دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدان [1] التاريخ الإسلامي للحميدي (19/ 49، 50). [2] انظر: معين السيرة ص 255للشامي. [3] سنوت: استقيت. [4] أي أسأليه خادمًا. [5] السيرة النبوية للصَّلابيَّ (2/ 99)، مسلم رقم (2727) البخاري رقم (3705). [6] تطوي: طوى من الجوع فهو طاو: خالي البطن جائع لم يأكل.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 109