نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 101
إن التآخي الذي تم بين المهاجرين والأنصار في الفترة الدنية كان مسبوقًا بعقيدة تم اللقاء عليها، والإيمان بها، وكانت هي العمود الفقري للمؤاخاة التي حدثت؛ لأن تلك العقيدة تضع الناس كلهم في مصاف العبودية الخالصة لله دون الاعتبار لأي فارق إلا فارق التقوى والعمل الصالح؛ إذ ليس من المتوقع أن يسود الإخاء والتعاون والإيثار بين أناس فرقتهم العقائد والأفكار المختلفة، فأصبح كل منهم ملكًا لأنانيته وأثرته وأهوائه [1].
وتعتبر سياسة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، نوع من السبق السياسي الذي اتبعه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في تأهيل المودة، وتمكينها في مشاعر المهاجرين والأنصار الذين سهروا جميعًا على رعاية هذه المودة، وذلك الإخاء، بل كانوا يتسابقون في تنفيذ بنوده [2]، ولاسيما الأنصار الذين لا يجد الكتاب والباحثون مهما تساموا إلى ذروة البيان خيرًا من حديث الله عنهم [3]، قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
ثانيًا: حركة السرايا:
بمجرد الاستقرار الذي حصل للمسلمين بقيادة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المدينة بدأت حركة السرايا التي استهدفت بسط هيبة الدولة في الداخل والخارج، وكسب بعض القبائل وتحجيم دور الأعراب، وتربية الصحابة على الإعداد القتالي للغزوات الكبرى، وحركة الفتوحات ميدان لصناعة القادة عمليًا، وقد شارك في هذه السرايا أمير المؤمنين على رضي الله عنه التي حدثت قبل بدر وما بعدها، وأما التي شارك فيها قبل غزوة بدر الكبرى فمنها:
(1) "فقه السيرة"، للبوطي ص (148).
(2) "فصول من السيرة النجوية"، د. عبد المخعم السيدص (200).
(3) "هجرة الرسول وصحابته في القرآن والسنة"، للجمل ص (524).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 101