نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 95
المباهلة [1]، امتثالاً لقوله تعالى: ((فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)) (آل عمران، آية: 61). وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وفاطمة وقال: وإذا أنا دعوت فأمِّنوا ([2])،
فائتمروا فيما بينهم، فخافوا الهلاك لعلمهم أنه نبي حقاً، وأنه ما باهل قوم نبياً إلا هلكوا، فأبوا أن يلاعنوه وقالوا: أحكم علينا بما أحببت فصالحهم على الفي حلة، ألف في رجب، وألف في صفر [3]. وهكذا يتضح المقصد الحقيقي لنزول الآية ومناسبتها وأنه ليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد على ما ادعاه الشيعة على إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنص وقد رددت على زعمهم في كتابي أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه [4]، فمن أراد التوسع فليرجع إليه.
الحادي عشر: أثر التربية الأسرية على الحسن بن علي رضي الله عنه:
نشأ الحسن بن علي رضي الله عنه في بيت النبوة وتربى على يدي جده ووالده علي وأمه فاطمة رضي الله عنهما، فأخذ عن جده ووالديه مفاهيم الإسلام ولهذه النشأة تأثير كبير في بناء وتكوين شخصيته القوية التي التزمت بأوامر الإسلام واستقامة على تعاليمه، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام [5]، فمعدن الحسن بن علي نادر الوجود ولم ينشأ في الجاهلية وإنما نشأ في بيت النبوة، مما جعله يكون سيداً بما تعني هذه الكلمة من معنى، وقد اجتمع للحسن بن علي من أصالة النسب والتربية الأسرية ما لم يجتمع لغيره من الناس.
فجده الحبيب المصطفي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وأبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأمه فاطمة الزهراء رضي الله عنها. [1] السيرة النبوية لأبي شهبة (2/ 547). [2] المصدر نفسه (2/ 547) .. [3] السيرة النبوية لأبي شهبه (2/ 547). [4] أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي (2/ 334 إلى 336). [5] البخاري، رقم 3383.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 95