نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 64
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فرفعهما إليه وقال: صدق الله: ((إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ)) (التغابن، آية: 15) نظرت إلى هذين الصبيين يمضيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما [1].
17 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى جاء سوق بني قينقاع ثم انصرف حتى أتي خباء [2] فاطمة فقال: أثم لكع [3] أثم لكع يعني ((حسناً)) فظننا أنه إنما تحبسه أمه لأن تغسله وتلبسه سخابا [4]، فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه [5].
19 ـ وعن سلمة بن الأكوع قال: لقد قُدت بنبي الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قدامه، وهذا خلفه [6]، فمن هذا المعين فليتعلم الآباء المحبة وليغترفوا العطف والحنان على الأبناء، وفيها الشئ الكثير من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لمحبته للحسن ورحمته به وملاعبته وفيها إرشاد نبوي للمسلمين في كيفية بناء نفس الطفل وتكوينه، وفيها إجابة لهذا السؤال المهم كيف نبني عاطفة الطفل؟ ونؤدي له حقه ليكون إنساناً سوياً في مستقبله؟ فقد أشارت الأحاديث النبوية إلى مجموعة من الأسس التي بتطبيقها نسير على هدى ونور بيّن.
أـ الأساس العاطفي الأول: القُبلة والرأفة والرحمة للأطفال:
إن للقبلة دوراً فعالاً في تحريك مشاعر الطفل وعاطفته، كما أن لها دوراً كبيراً في تسكين ثورانه وغضبه، بالإضافة إلى الشعور بالارتباط الوثيق في تشييد علاقة الحب بين الكبير والصغير، وهي دليل رحمة القلب والفؤاد لهذا الطفل الناشئ، [1] الشريعة للآجري (5/ 2162). [2] خباء فاطمة: أي بيتها. [3] لكع: يريد به الصغير، وإذا قيل للكبير، فمعناه قليل العلم. [4] السخاب: القلادة، وجمعه سُخُب، ويصنع من القرنفل والعود والسك وغير ذلك، وقيل: خيط فيه خرز. [5] مسلم (4/ 1882 ـ 1883). [6] مسلم رقم 2423.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 64