responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 418
بقيت أى أن غايات هذا الملك كانت لا تزال تحقق مقاصد الدين والحكم وفق الشريعة الإسلامية بالعدل وتنفيذ الواجبات التى يأمر بها الإسلام: أى أن الحكم أو الملك استمر إسلاميًا وشرعيًا [1]، ولخص الأدوار التى مرت بها الخلافة فقال: فقد تبين أن الخلافة قد وجدت بدون الملك أولاً، ثم التبست معانيها واختلطت بالملك، ثم انفرد الملك حيث افترقت عصبية الخلافة والله مقدر الليل والنهار [2]، فالدور الأول الذى يشير إليه هو عصر الخلفاء الراشدين وهو عصر الخلافة الخالصة أو الكاملة، والدور الثانى هو عصر الخلفاء الأمويين والعباسيين-ولا يمنع كذلك العثمانيين- وهذا عصر الخلافة المختلطة بالملك أو الملك المختلط بالخلافة: أى الذى يحقق فى الوقت نفسه مقاصد الخلافة، أما الدور الثالث فهو عصر الملك المحض الذى صار بقصد لذات الملك والأغراض الدنيوية، وانفصل عن حقيقة الخلافة أو معانيها الدينية، فهذا وصف أو تفسير ابن خلدون المؤرخ الفقيه للتطور الذى حدث والأدوار التى مرت بها الخلافة [3].
إن الخلافة الحقيقية أو الكاملة أو خلافة النبوة استمرت ثلاثين عامًا وهو عصر الخلفاء الراشدين، ثم تحولت إلى ملك، ولكن لكى نعبر عن الحقيقة يجب أن يراعى هذا التحديد، وهو أن الخلافة لم تنته أو تذهب كلية، وإنما بقيت معانيها أو مقاصدها، وأن التغيير حصل فى الأساس الذى قامت عليه، أما حقيقتها فقد بقيت، فالتغيير إذن لم يكن كليًا ولكن جزئيًا: أى أن الخلافة فى العصر الأول كانت هى الخلافة الكاملة المثالية، ثم نقصت عن المثال من وجه أو بعض الوجوه، لكن معظم عناصرها بقيت، فهى خلافة أقل من الرتبة أو خلافة مختلطة بالملك [4]، والرأى العام فى الإسلام يتمسك بالمثال، أو خلافة النبوة، أو الخلافة الكاملة، وهى تلك التى تقوم على الشورى والاختيار التام من الأمة، وأنه إذا كانت الظروف الواقعية والعوامل الاجتماعية قد حتمت أو أدت إلى هذا التطور،

[1] النظريات السياسية للريس، ص (194) نقلاً عن المقدمة.
[2] مقدمة ابن خلدون، النظريات السياسيهً، ص (195).
[3] مقدمة ابن خلدون، النظريات السياسيهً، ص (195).
[4] مقدمة ابن خلدون، ص (196).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست