نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 362
وإعطائه، بعد استيفاء شرائطه، بأن يكون المنزول له أولى من النازل، وأن يكون المبذول من مال الباذل، فإن كان في ولاية عامة وكان المبذول من بيت المال اشترط أن تكون المصلحة في ذلك عامة [1].
كما أخرج ابن سعد -رحمه الله- رواية لا تقل أهمية عن رواية البخارى في الصلح، وتعد مكملة لها، وهى من طريق عمرو بن دينار [2]: إن معاوية كان يعلم أن الحسن أكره الناس للفتنة، فلما توفى على بعث إلى الحسن، فأصلح الذي بينه وبينه سرًا، وأعطاه معاوية عهدًا إن حدث به حدث والحسن حى لَيُسَمَيّنًّه [3]، وليجعلن هذا الأمر إليه، فلما توثق منه الحسن، قال ابن جعفر [4]، والله إنى لجالس عند الحسن إذ أخذت لأقوم فجذب بثوبى وقال: اقعد يا هناه [5]، وأجلس، فجلست قال: إنى قد رأيت رأيًا وأحب أن تتابعنى عليه قال: قلت: ما هو؟ قال: قد رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها وأخلى بين معاوية، وبين هذا الحديث، فقد طالت الفتنة، وسقطت فيها الدماء، وقطعت فيها الأرحام، وقطعت السبل، وعُطلت الفروج -يعنى الثغور- فقال ابن جعفر: جزاك الله عن أمة محمد، فأنا معك على هذا الحديث، فقال الحسن: ادع لي الحسين، فبعث إلى الحسين فأتاه فقال: يا أخى قد رأيت رأيًا وإنى أحب أن تتابعنى عليه. قال: ما هو؟ قال: فقص عليه الذي قال لابن جعفر قال الحسين: أعيذك بالله أن تكذب عليًا في قبره وتصدق معاوية. قال الحسن: والله ما أردت أمرًا قط إلا خالفتنى إلى غيره، والله لقد هممت أن أقذفك في بيت فأطينه عليك حتى أقضى أمرى. قال: فلما رأى الحسين غضبه قال: أنت أكبر ولد على، وأنت خليفته، أمرنا لأمرك تبع، فافعل ما بدا لك [6]. [1] فتح البارى (13/ 71، 72). [2] عمرو بن دينار المكى الجمحى مولاهم، ثقة ثبت، من الطبقة الرابعة مات 126هـ أخرج له الستة التقريب، ص (421). [3] أى يرشحه للخلافة من بعده، وعندما نتعرض لشروط الصلح، بإذن الله، سوف نبين أن الأمر الذي استقر هو أن يكون بعد وفاة معاوية شورى بين المسلمين. [4] أى: عبد الله بن جعفر. [5] يا هناه: يا رجل. [6] الطبقات، تحقيق السلمي (1/ 330، 331).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 362