responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 345
ارتحلنا، فما سرنا إلا قليلاً حتى إذا نحن بشخص يرفعه السراب مرة ويضعه أخرى، فلما دنا منا إذا نحن بالشيخ العذرى ومعه الصرة والرزمة، فرمى بذلك إلينا ثم ولى مدبرًا، فجعلنا ننظر في قفاه هل يلتفت فهيهات قال: فكان ابن جعفر يقول: ما غلبنا بالسّخاء إلا الشيخ العُذرى [1].

6 - ما سمعت بأعجب من هذا:
خرج عبد الله بن جعفر حاجًا حتى إذا كان ببعض الطريق تقدم ثقله على راحلة له، فانتهى إلى أعرابية جالسة على باب الخيمة، فنزل عن راحلته ينتظر أصحابه، فلما رأته قد نزل، قامت إليه، فقالت: إلىّ بوَّاك بن مساكن الأبرار، قال: فأعجب بمنطقها، فتحول إلى باب الخيمة، فألقت إليه وسادة من أدم، فجلس عليها، ثم قامت على عنيزة لها في كسر الخيمة، فما شعر حتى قدمت منها عضوًا فجعل ينهش وأقبل أصحابه فلما رأوه نزلوا، فأتتهم بالذى بقى عندها من العنز، فطعموا وأخرجوا سفرهم، فقال عبد الله: ما بنا إلى طعامكم حاجة سائر اليوم. فلما أراد أن يرتحل دعا مولاه الذي كان يلى نفقته فقال: هل معك من نفقتنا شيء؟ قال: نعم، قال: وكم هو؟ قال: ألف دينار، قال: أعطها خمس مائة واحتبس لنفقتك باقيها، قال: فدفعه إليها، فأبت أن تقبل، فلم يزل عبد الله يكلمّها وهى تقول: أى والله أكره عذل بعلى [2]، فطلب إليها عبد الله حتى قبلت فودّعها وارتحل هو وأصحابه، فلم يلبث أن استقبله أعرابي يسوق إبلاً له، فقال عبد الله: ما أراه إلا المحذور، فلو انطلق بعضكم فعلم لنا علمه ثم لحقنا، فانطلق بعض أصحابه راجعًا متنكرًا حتى نزل قريبًا منه، فلما أبصرت المرأة الأعرابى مقبلاً قامت إليه تفداه وتقول: بأبى أنت وأمى
توسمته لما رأيت مهابة ... عليه فقلت: المرء من آل هاشم
وإلا فمن آل المرار فإنهم ... ملوكُ ملوكٍ من ملوك أعاظم
فقمت إلى عنز بقيت أعنز ... فأذبحها فعل امرئ غير نادم
يعوضنى منها غنان ولم يكن ... يساوى لُحيم العنز خمس دراهم (3)

[1] تاريخ دمشق (29/ 190).
[2] البعل: الزوج.
(3) تاريخ دمشق (29/ 192).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست