نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 310
خيل من مصر قبل دخوله إليها فقالوا: من أنت؟ قال: من فألة عثمان، فأنا أطلب من أوى إليه فانتصر به لله، قالوا: من أنت؟ قال: قيس بن سعد، قالوا: امض فمضى حتى دخل مصر [1]، وهذا الموقف الذي لقيس هو الذي مكنه من دخول مصر، ثم أعلن بعد ذلك أنه أمير، وربما لو أنه أعلن لهؤلاء الأجناد أنه أمير لمنعوه من دخول مصر أصلاً، كما حدث لمن وجهه عليّ إلى الشام فمنعته أجناد الشام من دخولها حينما علموا أنه قد بعث أميرًا على الشام [2]، وحينما وصل قيس بن سعد إلى الفسطاط صعد المنبر وخطب في أهل مصر، وقرأ عليهم كتابًا من على ابن أبي طالب رضي الله عنه وطلب البيعة لعلى [3]، وهنا انقسم أهل مصر إلى فريقين فريق دخل في بيعة على وبايعوا قيسًا، وفريق توقف واعتزل، وكان قيس ابن سعد حكيمًا مع الذين بايعوا والذين امتنعوا، حيث لم يجبرهم على البيعة وكف عنهم وتركهم في حالهم [4]، ولم يكتف بذلك بل إنه بعث لهؤلاء أعطياتهم في مكان اعتزالهم، ووفد عليه قوم منهم فأكرمهم وأحسن إليهم [5]، فساعدت تلك المعاملة الطيبة على تجنب الصدام بهم، وبالتالى ساعدته على هدوء الأوضاع بمصر، حتى استطاع قيس أن ينظم الأمور فيها، فوزع الأمراء ونظم أمور الخراج وعين رجالات على الشرطة [6]، وبذلك استطاع أن يرتب ولاية مصر، وأن يسترضى جميع الأطراف فيها [7]، وأصبح قيس بن سعد في هذا الموقع يشكل ثقلاً سياسيًا وخطرًا عسكريًا على معاوية بن أبي سفيان في الشام، ونظرًا لقرب مصر من الشام ولترتيب قيس لها وتنظيمها، وما اشتهر عن قيس من حزم ودهاء، وخوف معاوية من حركات عسكرية مناوئة له تخرج من مصر، ولذلك فإنه أخذ يراسل قيس بن سعد في مصر مهددًا له، وفى الوقت نفسه يحاول إغراءه [1] الفألة: الجماعة المنهزمون، لسان العرب (11/ 531). [2] الولاية على البلدان (2/ 10) نقلاً عن نهاية الأرب في تاريخ العرب للنويرى. [3] تهذيب تاريخ دمشق (4/ 39). [4] ولاة مصر، ص (44). [5] ولاة مصر، ص (44). [6] الولاية على البلدان (2/ 11)، النجوم الزاهرة (1/ 98). [7] الولاية على البلدان (2/ 11).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 310