responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 295
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا تنظر إلى هؤلاء المترفين وأشباههم ونظرائهم وما فيه من النعيم، فإنما هو زهرة زائلة ونعمة حائلة لنختبرهم بذلك وقليل من عبادي الشكور، وقال مجاهد: ((أَزْوَاجًا مِنْهُمْ)) يعني: الأغنياء، فقد آتاك الله خيراً مما آتاهم. ولهذا قال: ((وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)) فكان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا مع القدرة عليها إذا حصلت له ينفقها هكذا وهكذا في عباد الله، ولم يدخر لنفسه شيئاً قال: إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا قالوا: وما زهرة الدنيا يا رسول الله؟ قال: بركات الأرض [1] وقال قتادة والسدي: (زهرة الحياة) يعني: زينة الحياة الدنيا. وقال قتادة: ((لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)) لنبتليهم. وقوله: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)) أي: استنقذهم من عذاب الله بإقام الصلاة، واصبر أنت على فعلها، كما قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)) (التحريم، الآية: 6). وقوله: ((لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ)) يعني: إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب.
كما قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)) (الطلاق: [2]، [3]) ولهذا قال: ((لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ)). وقال الثوري: لا نسألك رزقاً: أي لا نكلفك الطلب. وقال ثابت: وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة [2]. وعن زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأتيه من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة [3]. وقوله: ((وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)) أي: وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة وهي الجنة لمن أتقى .. انتهى [4]. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فأثر في جنبه فلما استيقظ جعلت امسح عنه، فقلت: يا رسول الله، ألا آذنتنا

[1] البخاري رقم 6427
[2] معنى الزهد والمقالات وصفة الزاهدين صـ 11
[3] سنن ابن ماجة رقم 4105، وصححه الألباني صحيح الجامع 6510
[4] ففروا إلى الله صـ 62 لأبي ذر القلموني بتعرف
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست