responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 292
كلِّ أحد في كل أحد في كل حال، وقال لبعض السلف: ما عملت من عص الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه [1].
وقال سبحانه وتعالى: ((وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا)) (المائدة: [2]). قال أبو عبيدة والفراء: أي لا يكسبنكم بغض قوم أن تعتدوا [2] الحق إلى البال، والعدل إلى

الظلم [3] فما أجمل أن يتحلى المرء بالإنصاف، فهو من صفات الربانيين الذين لا يرجون إلا الحق [4].
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
وتعر من ثوبين من يلبسهما
يلق الردى بمذمة وهوان (5)
ثوب من الجهل المركب فوقه
ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أفخر حلة
زينت بها الأعطاف والكتفان (6)
وقال المتنبي:
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة
بين الرجال ولو كان ذوي رحم
ومن إنصاف العباد إنصافهم في الأموال والمعاملات، والحجج والمقالات وقد عاب الله سبحانه وتعالى الذين يبخسون الناس أشياءهم، وأوعدهم بالخسارة والهلاك، فقال سبحانه وتعالى: ((وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)) (المطففين: [1] ـ [3]). قال ابن سعدي ـ رحمه الله ـ: دلت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له، يجب عليه أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات، بل يدخل في عموم هذه الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن واحد منهما يحرص على ما له من الحجج، فيجب عليه ـ أيضاً ـ أن يبين ما لخصمه

[1] تفسير ابن كثير (2/ 7)
[2] تعتدوا: تتجاوزا
[3] تفسير القرطبي (6/ 45)
[4] الأخلاق بين الطبع والتطبع صـ 229
(5) الهوان: الخزي والعار
(6) الأعطاف: جمع عطف، وهو الجانب
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست