responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 291
الحسن بن علي رضي الله عنه يوصي الناس في مواعظه وخطبه بحسن الجوار والإحسان إلى الجار فقد قال: واحسن جوار من جاورك تكن مسلماً [1].
ح ـ قوله: وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عادلاً: فالحسن رضي الله عنه يحث المسلمين على إنصاف الناس ومصاحبتهم بالعدل وعدم ظلمهم، فالإنصاف خصلة شريفة، وخلة كريمة، يدل على نفس مطمئنة، وأفق واسع، ونظر في العواقب بعيد، ويعرف بأنه، استيفاء الحقوق لأربابها [2]، واستخراجها بالأيدي العادلة، والسياسة الفاضلة [3]، وقال ابن القيم في إنصاف الناس: أن تؤدي حقوقهم، وألا تطالبهم بما ليس لك، وألا تحملهم فوق وسعهم، أن تعاملهم بما تحب أن يعاملوك به، وأن تعوضهم ممّا تحب أن يعوضوك منه، وأن تحكم لهم أو عليهم بما تحكم به لنفسك أو عليها [4]. الإنصاف والعدل تؤمان نتيجتهما عُلُوُّ الهمَّة، وبراءة الذِّمَّة باكتساب الفضائل، واجتناب الرَّذائل [5]، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالأنصاف، ونهى أن يحملنا بغضنا للكُفَّار على عدم الأنصاف، فقال عزّ وجلَّ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَاتعْمَلُون)) (المائدة: 8). قال ابن تيميه ـ رحمه الله ـ: فنهى أن يحمل المؤمنين بغضهم للكفار على ألاَّ يعدلوا، فكيف إذا كان البغض لفاسق، أو مبتدع، أو متأوِّل من أهل الإيمان؟ فهو أولى أن يجب عليه ألاَّ يحمله ذلك على ألاَّ يعدل على مؤمن، وإن كان ظالماً له [6]. وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل، فإن العدل واجب على

[1] الحسن بن علي صـ 28 نور الأبصار صـ 121
[2] أرباب: أصحاب، مفرد رب
[3] الأخلاق بين الطبع والتطبع صـ 228
[4] زاد المعاد (2/ 407) بتصرف
[5] التَّوفيق على مهَّمات التعريف للمناوي صـ 64
[6] الاستقامة (1/ 38)
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست