responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 262
صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الشحَّ فإنَّ الشحَّ أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا [1]، وقال طائفة من العلماء: الشُّحُّ هو الحرص الشديد الذي يحمل صاحِبَهُ على أن يأخذ الأشياء من غير حِلِّها، ويمنعها حقوقها [2]، والبخل هو إمساك الإنسان ما في يده. والشّحُ تناول ما ليس له ظلماً وعُدْواناً من مال أو غيره. حتى قيل: إنه رأس المعاصي كلِّها، وبهذا فسَّرَ ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من السلف الشحَّ والبخل [3]، وقد يستعمل الشُّح بمعنى البخل وبالعكس، ولكنَّ الأصل هو التفريق بينهما على ما ذكرناه ومتى وصل الحرص على المال إلى هذه الدرجة نقص بذلك الدين والإيمان نقصاً بيِّناً، فإن منع الواجبات وتناول المحرمات ينقص بهما الدين والإيمان بلا ريب حتى لا يبقى منه إلا القليل ([4]
وأما حرص المرء على الشرف فهو أشد إهلاكاً من الحرص على المال، فإن طلب شرف الدنيا والرفعة فيها، والرياسة على الناس، والعُلُوِّ في الأرض أضرُّ على العبد من طلب المال، وضرره أعظم، والزهد فيه أصعب، فإن المال يبذل في طلب الرياسة والشرف والحرص على الشرف قسمين: أحدهما: طلب الشرف بالولاية والسلطان والمال، وهذا خطر جِدَّاً وهو في الغالب يمنع خير الآخرة وشرفها وكرامتها وعزَّها، قال تعالى: ((تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)) (القصص، الآية: 83)، وقلَّ من يحرص على رياسة الدنيا بطلب الولايات فيُوفَّقُ، بل يُوكَلُ إلى نفسه، كما قال صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أُعطيتها من غير مسألة أُعنت عليها [5].

[1] سنن أبي داود (2/ 324) رقم 1698، صححه الألباني.
[2] ما ذئبان جائعان صـ 31.
[3] المصدر نفسه صـ 31.
[4] المصدر نفسه صـ 31 ..
[5] البخاري رقم 6622.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست