responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 260
والشرف في الدنيا إلا القليل، فهذا المثل العظيم يتضمن غاية التحذير من شرِّ الحرص على المال والشرف في الدنيا فأما الحرص على المال فهو على نوعين:
ـ حال من حرص على جمع المال:
* أحدهما شدة محبة المال مع شدة طلبه من وجوهه المباحة والمبالغة في طلبه، والجدُّ في تحصيله واكتسابه من وجوهه مع الجهد والمشقة وقد ورد أن سبب الحديث كان وقوع بعض أفراد هذا النوع، كما أخرجه الطبراني [1] من حديث عاصم بن عديّ رضي الله عنه قال: اشتريت مائة سهم من سهام خيبر فبلغ ذلك النبيَّ صلّى الله عليه وسلم فقال: ما ذئبان ضاريان ضَلاَّ في غنم أضاعها ربُّها بأفسد في طلب المسلم المال والشرف لدينه [2]. وقد علق ابن رجب ـ رحمه الله ـ على الحديث فقال: ولو لم يكن في الحرص على المال إلا تضييع العمر الشريف الذي لا قيمة له، وقد يُمكِّن صاحبه فيه اكتساب الدرجات العلى والنعيم المقيم، فضيَّعه بالحرص في طلب رزق مضمون مقسوم لا يأتي منه إلا ما قُدِّر وقُسم، ثمَّ لا ينتفع به، بل يتركه لغيره، ويرتحل عنه فيبقى حسابه عليه ونفعه لغيره فيجمع لمن لا يحمده، ويقدَّم على مَنْ لا يعذره لكفاه بذلك ذماً للحرص، فالحريص يضيع زمانه الشريف، ويخاطر بنفسه التي لا قيمة لها في الأسفار وركوب الأخطار لجمع مال ينتفع به غيره، كما قيل:
ومن ينفق الأيام في جمع ماله
مخافة فقر فالذي فعل الفقر (3)
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: اليقين أن لا ترضي الناس بسخط الله ولا تحسدنَّ أحداً على رزق الله، ولا تلوم أحداً على ما لم يؤتك الله، فإنّ الرزق لا يسوقه حِرصُ حريصٍ، ولا ترده كراهة كاره، فإن الله بقسطه جعل الروح والفرح في اليقين والرِّضا. وجعل الهمَّ والحزن في الشك والسَّخط [4]، وكان عبد الواحد بن زيد يحلف بالله لحرص المرء على الدنيا أخوف عليه عندي من أعْدَى أعدائه.

[1] الطبراني في الأوسط (1/ 470) رقم 855.
[2] الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان رقم 3218 حسن صحيح.
(3) ما ذئبان جائعان لابن رجب صـ 23.
[4] المصدر نفسه صـ 26.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست