نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 224
عنه يحث أولاده على طلب العلم، فقد دعا بنيه وبني أخيه فقال: يا بنيَّ وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين فتعلّموا العلم فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته ([1])،
وكان رضي الله عنه خطيباً مفوهاً، فقد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للحسن ذات يوم: قم فاخطب الناس يا حسن. قال: إني أهابك أن أخطب وأنا أراك فتغيب عنه حيث يسمع كلامه ولا يراه، فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه وتكلم [2]، ثم نزل فقال علي: ((ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) (آل عمران، آية: 34). وقد ورث الحسن من جده صلى الله عليه وسلم ووالده رضي الله عنهم الخطابة والفصاحة والبلاغة وقوة البيان، وقد ذكرت كتب التاريخ: أن علياً رضي الله عنه سأل ابنه ـ يعني الحسن ـ عن أشياء عن المُروءة، فقال: يا بُنيّ ما السَّدادُ؟ قال: يا أبتي السَّدادُ دفع المنكر بالمعروف. قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المرءِ مالَه. قال: فما الدِّقَّةُ [3]؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير [4]. قال: فما اللُّؤْم؟ قال: إحراز المرءِ نفسه وبذله يحْرسَه قال: فما السماحة؟ قال: البذل في العسر واليسر. قال: فما الشُّح؟ قال: أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقته تلفاً. قال: فما الإخاء؟ قال: الوفاء في الشدة والرخاء. قال: فما الجُبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنّكول على العدو. قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ ومَلْكُ النفس. قال فما الغنى؟ قال: رضا النفس بما قسم الله لها وإن قلَّ، فإنما الغنى غنى النفس قال: فما الفقر؟ قال: شره النفس في كل شئ. قال: فما الذلُّ؟ قال: الفزع عند المصدوقة [5]. قال فما الجرأة؟ قال: موافقة الأقران. قال فما الكُلْفة؟ قال: كلامك فيما لا يَعْنِيك.
قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغُرم وأن تعفو عن [1] الطبقات (1/ 292) إسناده حسن تحقيق السُّلمي .. [2] الطبقات (1/ 276) إسناده ضعيف مرسل. [3] الدقة: الحقارة النهاية (2/ 127). [4] الحقير هنا: الشئ اليسير. [5] المصدوقة: الحملة الصادقة ليس لها مكذوبة.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 224