نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 219
- وعرف الحسن بن علي رضي الله عنه من خلال القرآن الكريم حقيقة الصِّراع بين الإنسان والشيطان، وأن هذا العدوّ يأتي للإنسان من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله يوسوس له بالمعصية، ويستثير فيه كوامن الشهوات، فكان مستعيناً بالله على عدوِّه إبليس وانتصر عليه في حياته.
- وتعلّم من خطئية آدم ضرورة توكُّل المسلم على ربِّه، وأهمية التوبة، والاستغفار في حياة المؤمن، وضرورة الاحتراز من الحسد، والكبر، وأهمية التخاطب بأحسن الكلام مع الصَّحابة لقول الله تعالى: ((وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)) (الاسراء، آية: 53).
لقد أكرم المولى ـ عز وجل ـ الحسن بن علي رضي الله عنه بالعيش مع القرآن الكريم، فعاش به، واستمد أصوله، وفروعه من كتاب الله، وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح من أئمة الهدى، الذين يرسمون للنَّاس خطَّ سيرهم، ويتأسَّى النَّاس بأقوالهم، وأفعالهم في هذه الحياة، وكان رضي الله عنه من أهل القرآن ولذلك كانت خطبه بالقرآن الكريم فقد روي عنه رضي الله عنه بأنه خطب يوم الجمعة فقرأ سورة إبراهيم على المنبر حتى ختمها [1] وقد كان من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قرأ سورة ق حتى ختمها،. فقد روى مسلم عن أم هشام بنت حارثة قالت: ما أخذت "ق، والقرآن المجيد" إلا من لسان رسول الله يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس [2]، وروى عن ابن ماجة عن أبي بن كعب قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة "تبارك" وهو قائم، فذكرنا بأيام الله، وأبو الدرداء أو أبو ذر يغمزني فقال: متى أنزلت هذه السورة؟ فإني لم أسمعها إلى الآن، فأشار إليه أن سكت [3]، ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته: كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يخطب بالقرآن [4]، ولذلك كان الحسن بن علي رضي الله عنه يوجِّه الناس بآيات القرآن الكريم ويتلوها عليهم، ملتزماً بالمنهج [1] الطبقات، تحقيق السُّلمي (1/ 278) إسناده ضعيف. [2] مسلم رقم 873. [3] سنن ابن ماجة رقم 1111 إسناده حسن. [4] زاد المعاد (1/ 43).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 219