responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 139
الخليفة الجديد بصورة الخلاف العشائريِّ، وأنَّ الناس قد انقسموا إلى حزبين: حزب أمويِّ وحزبٍ هاشميِّ وهو تصوُّر موهوم، واستنتاج مردود ولا دليل عليه، إذ أنَّه ليس نابعاً من ذلك الجوِّ الذي كان يعيشه أصحاب رسول الله حينما كان يقف المهاجري مع الأنصاري ضدَّ أبيه، وأخيه، وابن عمه وبني عشيرته، وليس نابعاً من تصوُّر هؤلاء الصَّحب وهو يضحُّون بكلِّ شئ من حطام الدنيا في سبيل أن يسلم لهم دينهم، ولا من المعرفة الصحيحة لهؤلاء النخبة من المبشرين بالجنة، فالأحداث الكثيرة التي رويت عن هؤلاء تثبت: أنَّ هؤلاء كانوا أكبر بكثير من أن ينطلقوا من هذه الزَّاوية الضَّيِّقة في معالجة أمورهم، فليست القضيَّة قضيَّة تمثيل عائلي، أو عشائري، فهم أهل شورى لمكانتهم في الإسلام [1].
- ـ أقوال نسبت زوراً وبهتاناً لوالد الحسن رضي الله عنهما:
قال ابن كثير: وما يذكره كثير عن المؤرخين كابن جرير، وغيره عن رجال لا يعرفون: أنَّ علياً قال لعبد الرَّحمن بن عوف: خدعتني، وإنِّك إنَّما وليته لأنَّه صهرك، ويشاورك كلَّ يوم في شأنه، وأنه تلكَّأ حتى قال لعبد الرحمن: ((إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)) (الفتح، آية: 10)، إلى غير ذلك من الأخبار المخالفة لما ثبت في الصِّحاح فهي مردودة على قائليها، وناقليها، والله أعلم، والمظنون من الصّحابة خلاف ما يتوهَّم كثير من الرَّافضة، وأغبياء القصَّاص الذين لا تمييز عندهم بين صحيح الأخبار، وضعيفها، ومستقيمها، وسقيمها، و ... ، وقويمها، والله الموفق للصَّواب [2].
في الدروس المهمة التي استفدتها من دراستي لمرحلة السيرة النبوية والخلافة الراشدة أنه بجانب الرواية الصحيحة التي تظهر حقيقة الصورة المشرقة للصحابة في دينهم وصفائهم ومحبتهم لبعضهم هناك صورة أخرى مناقضة لها حرص أعداء الإسلام من الكذابين على نشرها حقداً على الإسلام وروَّج لها المستشرقين

[1] الخلفاء الرَّاشدون، أمين القضاة صـ 78، 79.
[2] البداية والنهاية (7/ 152).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست