نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 96
إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أما صاحبكم فقد غامر» [1]، فسلم، وقال: يا رسول الله، إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى عليَّ، فأقبلت إليك، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ قالوا: لا. فأتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فسلم عليه، فجعل وجه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتمعر [2]، حتى أشفق أبو بكر [3] فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم مرتين [4]، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله [5]،فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟» مرتين. فما أوذي بعدها [6].
وفي هذه القصة دروس وعبر كثيرة، منها: الطبيعة البشرية للصحابة وما يحدث بينهم من خلاف، وسرعة رجوع المخطئ وطلب المغفرة والصفح من أخيه، وتواد الصحابة فيما بينهم، ومكانة الصديق الرفيعة عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم أصحابه ... إلخ.
11 - قل: غفر الله لك يا أبا بكر.
قال ربيعة الأسلمي - رضي الله عنه -: كنت أخدم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... وذكر حديثًا ثم قال: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعطاني بعد ذلك أرضًا وأعطى أبا بكر أرضًا، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة، فقلت أنا: هي في حدي، وقال أبو بكر: هي في حدي، فكان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال أبو بكر كلمة كرهها، وندم، فقال أبو بكر: لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقلت: ما أنا بفاعل، قال: ورفض الأرض [7]، وانطلق أبو بكر - رضي الله عنه - إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وانطلقت أتلوه، فجاء ناس من أسلم فقالوا لي: رحم الله أبا بكر، في أي شيء يستعدي عليك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو قد قال لك ما قال؟ قلت: [1] غامر: خاصم. أي: دخل في غمرة الخصومة. [2] يتمعر: تذهب نضارته من الغضب. [3] أن يكون لعمر من الرسول ما يكره. [4] لأنه هو الذي بدأ. [5] المراد به أن صاحب المال يجعل يده ويد صاحبه في ماله سواء. [6] لما أظهره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من تعظيمه، البخاري، رقم: 3661. [7] أي: فارق أبو بكر الأرض.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 96