responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 93
7 - أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر:
دخل أبو بكر على عائشة -رضي الله عنها- في أيام العيد، وعندها جاريتان من جواري الأنصار تغنيان، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ وكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معرضًا بوجهه عنهما، مقبلاً بوجهه الكريم إلى الحائط، فقال: «يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا» [1].
ففي الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه الاجتماع عليه، ولهذا سماه الصديق مزمار الشيطان، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أقر الجواري عليه معللاً ذلك بأنه يوم
عيد، والصغار يرخص لهم في اللعب في الأعياد، كما جاء في الحديث: «ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة». (2)
وكان لعائشة لعب تلعب بهن ويجئن صواحباتها من صغار النسوة يلعبن معها، وليس في حديث الجاريتين أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - استمع إلى ذلك، والأمر والنهي إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع. [3] ومن هذا نفهم أنه يرخص لمن صلح له اللعب أن يلعب في الأعياد، كالجاريتين الصغيرتين من الأنصار اللتين تغنيان في العيد في بيت عائشة [4].

8 - إكرامه للضيوف:
قال عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما-: أن أصحاب الصفة كانوا أناسًا فقراء، وأن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال مرة: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس، وإن أبا بكر جاء بثلاث ... وإن أبا بكر تعشى عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجاء بعد أن مضى من الليل ما شاء الله تعالى، قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك؟ أو قالت: عن ضيفك، قال: وما عشيتهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء، وقد عرضوا عليهم فغلبوهم. قال: فذهبت أنا فاختبأت، فقال: يا غنثر [5] فجدع وسب، وقال: كلوا هنيئًا وقال: والله لا أطعم أبدًا، وحلف الضيف أن لا يطعمه حتى يطعم أبو بكر، فقال أبو بكر: هذه من الشيطان، قال: فدعا بالطعام فأكل، فقال:

[1] مسلم في صلاة العيدين، رقم: 892.
(2) الفتاوى: 11/ 308، مسند أحمد: 6/ 16، 233 عن عائشة.
[3] نفس المصدر السابق: 30/ 118.
[4] نفس المصدر السابق: 30/ 118.
[5] غنثر: الثقيل الوخيم، وقيل الجاهل.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست