نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 56
[2] - أنه صاحبه الوحيد:
الذي كان معه حين نصره الله؛ إذ أخرجه الذين كفروا هو أبو بكر، وكان ثاني اثنين الله ثالثهما.
قوله: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ"، ففي المواضع التي لا يكون مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع أكابر الصحابة إلا واحد يكون هو ذلك الواحد؛ مثل سفره في الهجرة، ومقامه يوم بدر في العريش لم يكن معه فيه إلا أبو بكر، ومثل خروجه إلى قبائل العرب يدعوهم إلى الإسلام كان يكون معه
من أكابر الصحابة أبو بكر، وهذا اختصاص في الصحبة لم يكن لغيره باتفاق أهل المعرفة بأحوال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
3 - أنه صاحبه في الغار:
الفضيلة في الغار ظاهرة بنص القرآن، وقد أخرجا في الصحيحين من حديث أنس عن أبي بكر - رضي الله عنه -، قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا. فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما». [1] وهذا الحديث مع كونه مما اتفق أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول، فلم يختلف في ذلك اثنان منهم، فهو مما دل القرآن على معناه [2].
4 - أنه صاحبه المطلق:
قوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ" لا يختص بمصاحبته في الغار؛ بل هو صاحبه المطلق الذي عمل في الصحبة، كما لم يشركه فيه غيره فصار مختصا بالأكملية من الصحبة، وهذا مما لا نزاع فيه بين أهل العلم بأحوال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولهذا قال من قال من العلماء: إن فضائل الصديق خصائص لم يشركه فيها غيره. (3)
5 - أنه المشفق عليه:
قوله {لاَ تَحْزَنْ" يدل على أن صاحبه كان مشفقًا عليه محبًّا له، ناصرًا له حيث يحزن، وإنما يحزن الإنسان حال الخوف على من يحبه، وكان حزنه على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لئلا يقتل ويذهب الإسلام، ولهذا لما كان معه في سفر الهجرة كان يمشي أمامه تارة، ووراءه [1] البخاري، كتاب فضائل الصحابة رقم: 3653، مسلم رقم: 1854. [2] منهاج السنة: 4/ 240، 241.
(3) نفس المصدر السابق: 4/ 245، 252.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 56