نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 388
المستشار فتؤتى من قبل نفسك. [1] إلى غير ذلك مما قاله ليزيد بن أبي سفيان حول مبدأ الشورى والالتزام بها. وقد أوصى أمراء جند الشام بما لا يخرج عن ذلك [2]، وامتثل قادة الصديق بما أمروا به من إجراء المشورة فيما بينهم، فقد قال أبو عبيدة بن الجراح لعمرو بن العاص: يا عمرو، لرب يوم لك قد شهدته فبورك فيه للمسلمين برأيك ومحضرك، وإنما أنا رجل منكم ولست -وإن كنت الوالي عليكم- بقاطع أمر دونكم، فأحضرني رأيك في كل يوم بما ترى، فإنه ليس بي عنك غنى. [3] هذا بالإضافة إلى طلب القادة في أرض المعركة من القيادة العليا المركزية المشورة فيما أشكل عليهم من أمور الإدارة العسكرية لمرحلة وضع الخطط الحربية والتنفيذ ومعاملة الأسرى [4].
ك- أن يلزمهم بما أوجبه الله من حقوق:
فقد كان أبو بكر - رضي الله عنه - يوصي قادته بذلك؛ فحين بعث عمرو بن العاص إلى أرض فلسطين قال له: اتق الله في سرك وعلانيتك، واستحيه في خلوتك؛ فإنه يراك في عملك. قد رأيت تقدمي لك على من هو أقدم منك سابقة وأقدم حرمة، فكن من عمال الآخرة، وأرد بعملك وجه الله، وكن والدًا لمن معك. والصلاة ثم الصلاة، أذن بها إذا دخل وقتها، ولا تصلِّ صلاة إلا بأذان يسمعه أهل العسكر. واتق الله إذا لقيت العدو، وألزم أصحابك قراءة القرآن، وانههم عن ذكر الجاهلية وما كان منها، فإن ذلك يورث العداوة بينهم، وأعرض عن زهرة الدنيا حتى تلتقي بمن مضى من سلفك، وكن من الأئمة الممدوحين في القرآن، إذ يقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [الأنبياء: 73] [5].
هذه أهم حقوق الله والقادة والجند التي تحدث عنها الصديق في وصاياه ورسائله لقادته - رضي الله عنه -. [1] مروح الذهب: 2/ 309 .. [2] تاريخ فتوح الشام للأزدي: ص 13 - 15 - 20، 21. [3] نفس المصدر السابق: ص 51 - 84. [4] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية: 1/ 272. [5] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية: 1/ 251، هذا الكتاب لخصت واختصرت منه حقوق الله، والقادة والجنود.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 388