نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 378
للتخطيط العسكري طول ملازمته للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفقد تربى على تعليمه وتوجيهاته فكسب علومًا شتى وخبرات متنوعة، فقام بعد رحيل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في مقام الخلافة خير قيام، فحمل البصيرة الواعية وزود الجيش بالنصائح الغالية، وأرسل الإمدادات في أوقاتها تسعف المجاهدين وتمدهم بالهمة والعزيمة الماضية [1].
ثالثًا: حقوق الله والقادة والجنود من خلال وصايا الصديق:
1 - حقوق الله:
بيَّن الخليفة في توجيهاته للقادة والجنود حقوق الله تعالى؛ كمصابرة العدو، وإخلاص قتالهم لله، وأداء الأمانة وعدم الممالاة والمحاباة في نصرة دين الله.
أ- مصابرة العدو:
حين وجه أبو بكر - رضي الله عنه - عكرمة بن أبي جهل - رضي الله عنه - إلى عمان كان مما أوصاه به قوله:
واتق الله، فإذا لقيت العدو فاصبر. [2] كما قال الصديق - رضي الله عنه - لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص عندما وجهه مددًا لجند الشام: إذا لقيت عدوك فاصبر وصابر، واعلم أنك لا تخطو خطوة ولا تنفق نفقة ولا يصيبك ظمأ ولا مخمصة في سبيل الله إلا كتب الله لك به عملاً صالحًا، إن الله لا يضيع أجر المحسنين [3].
ب- أن يقصدوا بقتالهم نصرة دين الله:
فقد جاء في خطاب الصديق لخالد حين أمره بالذهاب للشام ما يفيد هذا المعنى؛ حيث ذكره بأن يجتهد ويخلص النية لله وحده، وحذره من العجب بالنفس والزهو والفخر؛ فذلك حظ النفس الذي يفسد العمل على العامل، ويرده في وجهه. كما حذره أن يدل ويمنَّ
على الله بالعمل الذي يعمله، فإن الله هو المانُّ به؛ إذ التوفيق بيده سبحانه. [4] وهذا بعض ما جاء في تلك الرسالة: « ... فليهنئك أبا سليمان النية والحظوة، [1] تاريخ الدعوة إلى الإسلام: ص 336. [2] عيون الأخبار: 1/ 188. [3] فتوح الشام للأزدي: ص 34. [4] تاريخ الدعوة إلى الإسلام: ص 295.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 378