نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 371
ومما قيل من الشعر في يوم اليرموك قول القعقاع بن عمرو:
ألم ترنا على اليرموك فزنا ... كما فزنا بأيام العراق
وعذراء المدائن قد فتحنا ... ومرج الصفر بالجراد العتاق (1)
فتحنا قبلها بصرى وكانت ... محرمة الجناب لدى النعاق (2)
قتلنا من أقام لنا وفينا ... نهابُهُمُ بأسياف رقاق
قتلنا الروم حتى ما تساوى ... على اليرموك معروق الوراق
فضضنا جمعهم لما استجالوا ... على الواقوص بالبتر الرقاق (3)
غداة تهافتوا فيها فصاروا ... إلى أمر يعضِّل بالذواق (4)
وقد أصاب هرقل هم وحزم لما أصاب جيشه في اليرموك، ولما قدمت على أنطاكية فلول جيشه قال هرقل: ويلكم، أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم، أليسوا بشرًا مثلكم؟ قالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافًا في كل موطن. قال: فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل، ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزني، ونركب الحرام، وننقض العهد، ونغصب ونظلم، ونأمر بالسخط وننهى عما يرضى الله، ونفسد في الأرض، فقال: أنت صدقتني [5].
* * *
(1) العتاق: الخيول.
(2) النعاق: صوت الغراب.
(3) الواقوص: اسم موضع. البتر الرقاق: السيوف القاطعة.
(4) البداية والنهاية: 7/ 15. [5] نفس المصدر السابق: 7/ 51 - 61.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 371