نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 343
السادة فذهبوا مذهب الصديق ونزعوا ما كان عليهم. [1] وقد تأثر ذو الكلاع بالصديق وتَزيَّا بزيه حتى إنه رئي يومًا في سوق من أسواق المدينة على كتفيه جلد شاة ففزعت عشيرته،
وقالوا له: فضحتنا بين المهاجرين والأنصار! قال: فأردتم أن أكون جبارًا في الجاهلية
جبارًا في الإسلام؟ لا ها الله (أي لا والله) لا تكون طاعة الرب إلا بالتواضع والزهد في هذه الدنيا [2].
وصنعت ملوك اليمن كما صنع ذو الكلاع الحميري، فتخلوا عن التيجان المثقلة بالجواهر، وتركوا حلل المخمل الموشى بخيوط الذهب والياقوت والدر والمرجان، واشتروا من سوق المدينة ثيابًا خشنة، ووضع الصديق في بيت المال ما تخلوا عنه جميعًا من نفائس [3].
كان أبو بكر - رضي الله عنه - خير من تمثل بالإسلام في حياته بعد رسول الله، وكان لسان حاله دعوة إلى الله تعالى، وأبلغ نصيحة تلك التي يشاهدها الناس من طريق العين لا من طريق الأذن، وخير الناصحين من ينصح بأفعاله لا بأقواله، فلما رأى ملوك اليمن أن أبا بكر خليفة رسول الله وصاحب الأمر والنهي في الجزيرة العربية يمشي في الأسواق ويلبس العباءة والشملة، علموا أن هناك شيئًا أعظم من الثياب المزركشة والذهب واللآلئ؛ هو النفس العظيمة فسعوا ليتشبهوا بأبي بكر، واستحيوا من الله والناس أن يقابلوا خليفة رسول الله بالتاج والبرود والحلي وهو بعباءة، فقد صغرت عليهم نفوسهم وهانت وهدأت ثورتها وانطفأت سورتها كما ينطفي النجم الصغير إذا واجه الشمس! رحم الله أبا بكر؛ فقد كان عظيمًا في تواضعه، متواضعا في عظمته [4].
ثالثًا: عقد الصديق الألوية للقادة وتوجيه الجيوش:
عزم الصديق على تسيير الجيوش لبلاد الشام فدعا الناس إلى الجهاد، وعقد الألوية لأربعة جيوش أرسلها لفتح الشام، وهي:
1 - جيش يزيد بن أبي سفيان:
وهو أول الجيوش التي تقدمت إلى بلاد الشام، وكانت مهمته الوصول إلى دمشق [1] مروج الذهبي للمسعودي: 2/ 305. [2] مروج الذهبي للمسعودي: 2/ 305. [3] الصديق أول الخلفاء: ص 137، 138. [4] أبو بكر الصديق، على طنطاوي: ص 219.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 343