نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 341
صغيرة تغير على أطراف الشام ثم تعود إلى المدينة، حتى إذا تم إرهاب العدو وإضعافه تبعث الجيوش الكبيرة، وقد أخذ أبو بكر برأي عمر في هذا الأمر، واستفاد من رأي عبد الرحمن بن عوف فيما يتعلق بطلب المدد بالجيوش من قبائل العرب، وخاصة أهل اليمن [1].
2 - استنفار أهل اليمن:
كتب الصديق إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الجهاد في سبيل الله، وهذا هو نص الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، من خليفة رسول الله إلى من قرئ عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن: سلام عليكم. فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فإن الله تعالى كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافًا وثقالاً، وقال: جاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، والجهاد فريضة مفروضة، وثوابه عند الله عظيم، وقد استنفرنا مَن قِبَلَنا من المسلمين إلى جهاد الروم بالشام، وقد سارعوا إلى ذلك، وعسكروا وخرجوا وحسنت بذلك نيتهم وعظمت في الخير حسبتهم، فسارعوا عباد الله إلى ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه؛ فإنكم إلى إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الفتح والغنيمة، فإن الله -تبارك وتعالى- لم يرضَ من عباده بالقول دون العمل، ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين الحق ويقروا لحكم الكتاب. حفظ الله دينكم وهدى قلوبكم وزكَّى أعمالكم، ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين. [2] وبعث الصديق هذا الكتاب مع أنس بن مالك - رضي الله عنه -، وفي هذا الكتاب يظهر دور أبي بكر - رضي الله عنه - في حث المسلمين وجمعهم للجهاد في سبيل الله وهو ما يمكن أن يسمى بـ (التعبئة العامة) [3].
ومن خطاب الصديق لأهل اليمن يتضح أن الجهاد من أجل تحقيق غرضين: تحقيق إسلام المسلمين؛ لأن الله لا يرضى لعباده بالقول دون العمل، ومقاتلة غير المسلمين حتى يدينوا بدين الحق ويقروا لحكم كتاب الله، وهذا هو السبب الذي جعل أهل اليمن ينساحون من جميع أرجاء اليمن بأعداد هائلة، ولم يصل إلى علمنا أن أحدًا منهم خرج [1] التاريخ الإسلامي للحميدي: 9/ 188. [2] تاريخ فتوح الشام للأزدي: ص 48، تهذيب تاريخ دمشق: 1/ 129. [3] تاريخ الدعوة إلى الإسلام: ص 294.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 341