نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 324
8 - دومة الجندل:
رحل خالد بجنده من عين التمر بعد أن خلف عليها عويم بن الكاهل الأسلمي، ووصلت أنباؤه إلى أهل دومة الجندل فاستنجدوا بحلفائهم من قبائل بهراء وكلب وغسان وتنوخ [1]، وكان أمر أهل دومة الجندل إلى زعيمين هما: أكيدر بن عبد الملك والجودي بن ربيعة فاختلفا، فقال أكيدر: أنا أعلم الناس بخالد، لا أحد أيمن طائرًا منه، ولا أحدَّ في حرب، ولا يرى وجه خالد قوم أبدًا قلُّوا أو كثروا إلا انهزموا عنه، فأطيعوني وصالحوا القوم، فأبوا عليه فقال: لئن أمالئكم على حرب خالد فشأنكم [2].
وهذه شهادة خصم في خالد والحق ما شهدت به الأعداء، وقد كان خالد أسره قبل ذلك حينما أرسله إليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غزوة تبوك، فأخذه وأتى به إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فمنَّ عليه وكتب له كتاب عهد، ولكنه خان العهد بعد ذلك. ولقد بقي الرعب في نفسه منذ يوم أسره خالد إلى جانب سمعته الشهيرة في حروبه مع العرب والعجم، وخرج أكيدر مفارقًا قومه، وبلغ خالدًا خبره وهو في طريقه إلى «دومة» فأرسل إليه عاصم بن عمرو معارضًا له فأخذه، فقال: إنما تلقيت الأمير خالدًا، ولكن خيانته السابقة جعلت خالد ينفذ فيه حكم الإعدام، وهكذا قتله الله بخيانته ونقضه العهد ولم يغن الحذر من القدر [3].
ونزل خالد على دومة الجندل وجعل أهلها ومشايعيهم من بهراء وكلب وتنوخ بين فكي (كماشة) ذراعها الأولى عسكره والثانية عسكر عياض بن غنم [4]، وتقدم الجودي بن ربيعة بجنوده نحو خالد، وتقدم ابن الحدرجان وابن الأيهم بجنودهما ناحية عياض، ودارت المعركة وأنزل خالد الهزيمة بالجودي وأتباعه، وانتزع عياض النصر من ابن الحدرجان ومن معه بصعوبة، وحاولت فلول المنهزمين الاحتماء بالحصن ولكنه كان قد عج بمن فيه فأغلقوه عليهم وتركوا أصحابهم حوله في العراء، ولم يلبث خالد أن هاجم من بداخل الحصن بعد أن اقتلع بابه فقتل منهم جموعًا كثيرة. (5)
وبفتح دومة الجندل [1] البداية والنهاية: 6/ 354. [2] البداية والنهاية: 6/ 355، تاريخ الطبري: 4/ 195. [3] التاريخ الإسلامي: 9/ 163. [4] خالد بن الوليد، صادق عرجون: ص 231.
(5) تاريخ الطبري: 4/ 196. أبو بكر الصديق، خالد الجنابي: ص 54.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 324