الرسائل التي أرسلها خالد إلى خاصة الفرس وعامتهم:
أجمع خالد أمره على منازلة الفرس في ساحات ملكهم بعد أن صفا له الجو في العراق وأمن ظهره بانحسار أمر فارس عن العرب, فيما بين الحيرة ودجلة، وكان أهل فارس في هذه الفترة على خلاف شديد فيمن يولونه عليهم بعد موت كسراهم أزدشير، فانتهز خالد هذه الفرصة وكتب إلى خاصتهم يقول: من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس: أما بعد، فالحمد لله الذي حل نظامكم ووهن كيدكم وفرق كلمتكم وأوهن بأسكم وسلب أموالكم وأزالَّ عزكم، فإذا أتاكم كتابي فأسلموا تسلموا أو اعتقدوا منا الذمة، وأجيبوا إلى الجزية، وإلا والله الذي لا إله إلا هو لأسيرن إليكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة، ويرغبون في الآخرة كما ترغبون في الدنيا.
وكتب إلى عامتهم فقال: من خالد بن الوليد إلى مرازبة أهل فارس: الحمد لله الذي فض خدمتكم وفرق جمعكم وأوهن بأسكم وسلب أموالكم وأزال عزكم، فإذا أتاكم كتابي فأسلموا تسلموا أو اعتقدوا منا الذمة وأجيبوا إلى الجزية، وإلا والله الذي لا إله إلا هو لأسيرن إليكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة، ويرغبون في الآخرة كما ترغبون
في الدنيا. (2)
وبفتح الحيرة تحقق شطر من أمل أبي بكر - رضي الله عنه - في فتح العراق وإخضاعه تمهيدًا لغزو فارس في عقر دارهم، وقد قام خالد بن الوليد - رضي الله عنه - بمهمته في ذلك خير قيام، ووصل إلى الحيرة في وقت قياسي؛ حيث بدأ صراعه مع الأعداء في شهر محرم من العام الثاني عشر في معركة الكاظمة وانتهى من فتح الحيرة في شهر ربيع الأول من العام نفسه [3].
كرامة خالد بن الوليد في فتح الحيرة:
وقد أخرج الإمام الطبري بإسناده ... وكان مع ابن بُقَيلة [4]، منصف له [5] فعلق [1] أبو بكر الصديق، خالد الجنابي، نزار الحديثي: ص 51، 52.
(2) تاريخ الطبري: 4/ 186. [3] التاريخ الإسلامي: 9/ 150. [4] يعني: عمرو بن عبد المسيح، وهو سيد قومه. [5] أي: خادم.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 320