نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 305
المبحث الأول
فتوحات العراق
أولاً: خطة الصديق لفتح العراق:
ما إن انتهت حرب الردة واستقرت الأمور في الجزيرة العربية التي كانت ميدانًا لها، حتى شرع الصديق في تنفيذ خطة الفتوحات التي وضع معالمها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فجيَّش الصديق لفتح العراق جيشين:
1 - الأول بقيادة خالد بن الوليد وكان يومئذ باليمامة، فكتب إليه يأمره بأن يغزو العراق من جنوبه الغربي، وقال له: سر إلى العراق حتى تدخلها وابدأ «بفرج الهند» أي ثغرها وهي الأبلة. [1] وأمره بأن يأتي العراق من أعاليها، وأن يتألف الناس ويدعوهم إلى الله عز وجل، فإن أجابوا وإلا أخذ منهم الجزية، فإن امتنعوا عن ذلك قاتلهم, وأمره أن لا يكره أحدًا على المسير معه، ولا يستعين بمن ارتد على الإسلام وإن كان عاد إليه، وأمره أن يستصحب [2] كل امرئ مر به من المسلمين، وشرع أبو بكر في تجهيز السرايا والبعوث والجيوش إمدادًا لخالد - رضي الله عنه - [3].
2 - الجيش الثاني بقيادة عياض بن غنم وكان بين النباج [4] والحجاز، فتكب إليه بأن يغزو العراق من شماله الشرقي بادئا بالمصيخ [5] وقال له: سر حتى المصيخ وابدأ بها، ثم ادخل العراق من أعلاها حتى تلقى خالدًا، ثم أردف أمره هذا بقوله: وأذن لمن شاء بالرجوع، ولا تستفتحا بمتكاره، أي: لا تجبرا أحدًا على السير معكما للقتال إكراهًا فمن شاء فليقدم ومن شاء فليحجم [6]. [1] الأبلة: على شط العرب في زاوية الخليج الذي يدخل في مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة وكانت بها مسالح كسرى. [2] يستصحب: يطلب صحبته دون إلزام. [3] البداية والنهاية: 6/ 347. [4] قرية في بادية البصرة، في منتصف الطريق بين مكة والبصرة. [5] موضع على حدود الشام مما يلي العراق. [6] الفن العسكري الإسلامي، د. ياسين سويد: ص 83، تاريخ الطبري: 4/ 162.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 305