responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 284
حيث جمع من الرقاع والعظام والسعف ومن صدور الرجال. [1] وأسند الصديق هذا العمل العظيم إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه -، يروي زيد بن ثابت - رضي الله عنه - فيقول: بعث إليَّ أبو بكر - رضي الله عنه - لمقتل أهل اليمامة [2]، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر - رضي الله عنه -: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر [3] يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن [4] كلها فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [5]؟! فقال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر: وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك [6]، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فتتبع القرآن فاجمعه. [7] قال زيد: فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني به من جمع القرآن، فتتبعت القرآن من العسب [8]، واللخاف ([9]
وصدور الرجال والرقاع [10] والأكتاف [11] قال: حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128]، حتى خاتمة براءة، وكانت الصحف عند
أبي بكر حياته حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم [12].

[1] حروب الردة وبناء الدولة الإسلامية، أحمد سعيد: ص 145.
[2] يعني: واقعة يوم اليمامة ضد مسيلمة الكذاب وأعوانه.
[3] استحر: كثر واشتد.
[4] أي: في الأماكن التي يقع فيها القتال مع الكفار.
[5] يحتمل أن يكون - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنما لم يجمع القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ألهم الله الخلفاء الراشدين بذلك. «سيرة وحياة الصديق: ص 120».
[6] هذه الصفات جعلت زيدًا يتقدم على غيره في هذا العمل.
[7] أي: من الأشياء التي عندي وعند غيرك.
[8] العسب: هو جريد النخل.
[9] اللخاف: جمع لخفة: وهي صفائح الحجارة ..
[10] الرقاع: جمع رقعة وهي قطع الجلود.
[11] الأكتاف: جمع كتف، وهو العظم الذي للبعير أو الشاة.
[12] البخاري رقم: 4986.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست