نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 277
اقتحام باب الحديقة، ألقى درعه على بابها، ثم دخل بالسيف صلتا يجالدهم حتى قتل شهيدًا باليمامة وهو ابن خمس وأربعين سنة، ولم يعرف إلا بعلامة في جسده لكثرة ما فيه من الجراح - رضي الله عنه -. [1] وقد اشتهرت مواقف عباد بن بشر في اليمامة حتى أصبحت مضرب المثل. [2] وبقيت بنو حنيفة تذكر عباد بن بشر، فإذا رأت الجراح بالرجل منهم تقول: هذا ضرب مجرب القوم عباد بن بشر. (3)
لقد كان للأنصار مواقف عظيمة وإقدام منقطع النظير في حروب الردة وخصوصًا باليمامة، وقد شهد للأنصار بالإقدام والصبر في ذلك اليوم مجاعة بن مرارة الحنفي عند الخليفة أبو بكر، فقال: يا خليفة رسول الله: لم أرَ قط أصبر لوقع السيوف ولا أصدق كرة من الأنصار؛ فلقد رأيتني وأنا أطوف مع خالد بن الوليد أعرفه قتلى بني حنيفة، وإني لأنظر إلى الأنصار وهم صرعى، فبكى أبو بكر حتى بلَّ حليته. (4)
7 - الطفيل بن عمرو الدوسي الأزدي:
استشهد باليمامة، وكان شريفًا شاعرًا لبيبًا، وقد رأى الرؤيا قبل استشهاده حيث قال: خرجت ومعي ابني عمرو فرأيت كأن رأسي حلق وخرج من فمي طائر، وكأن امرأة أدخلتني فرجها فأولتها: حلق رأسي قطعه، وأما الطائر فروحي، وأما المرأة فالأرض أدفن فيها، فاستشهد يوم اليمامة. [5] وقد استشهد كثير من المهاجرين والأنصار في هذه المعركة الفاصلة.
وكانت المدينة على الرغم من فرحها بانتصار المسلمين على المرتدين ما زالت تبكي شهداءها؛ ففي حرب اليمامة وحدها قتل من المسلمين مائتان وألف، منهم عدد من كبار الصحابة وفيهم أكثر حفاظ القرآن؛ نحو أربعين من القراء، وعصرت الأحزان قلب المدينة، وغمرت الدموع ابتسامات الفرح بالنصر، وضاقت الصدور، وثقلت المحنة على [1] الاكتفاء للكلاعي: 3/ 53. [2] الأنصار في العهد الراشدي: ص 186.
(3) الاكتفاء للكلاعي: 3/ 53.
(4) نفس المصدر السابق: 3/ 65. [5] عهد الخلفاء الراشدين للذهبي: ص 62، 63.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 277