نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 273
3 - أبو عقيل: عبد الرحمن بن عبد الله البلوي الأنصاري الأوسي:
كان أبو عقيل من أول من جرح يوم اليمامة، رُمي بسهم فوقع بين منكبيه وفؤاده فجرح في غير مقتل، فأخرج السهم ووهن شقه الأيسر، فأخذ إلى معسكر المسلمين، فلما حمي القتال وتراجع المسلمون إلى رحالهم ومعسكرهم، وأبو عقيل واهن من جرحه، سمع معن بن عدي يصيح: يا للأنصار، الله الله والكرة على عدوكم. وتقدم معن القوم ونهض أبو عقيل يريد قومه، فقال له بعض المسلمين: يا أبا عقيل ما فيك قتال، قال: قد نوه المنادي باسمي، فقيل له: إنما يقول يا للأنصار لا يعني الجرحى، فقال أبو عقيل: فأنا من الأنصار وأنا أجيب ولو حبوًا، فتحزم أبو عقيل وأخذ السيف بيده اليمنى مجردا، ثم جعل ينادي: يا للأنصار كثرة كيوم حنين, فاجتمعوا جميعًا وتقدموا بروح معنوية عالية يطلبون الشهادة أو النصر حتى أقحموا عدوهم الحديقة، وفي هذا الهجوم قطعت يد أبي عقيل من المنكب، ووجدت به أربعة عشر جرحًا كلها قد خلصت إلى مقتل، ومر ابن عمر بأبي عقيل وهو صريع بآخر رمق فقال: يا أبا عقيل، فقال: لبيك بلسان ثقيل، ثم قال: لمن الدبرة فقال ابن عمر: أبشر، قد قتل عدو الله، فرفع أبو عقيل إصبعه إلى السماء بحمد الله، قال عنه عمر - رضي الله عنه -: رحمه الله، ما زال ينال الشهادة ويطلبها، وإنه لمن خير أصحاب نبينا. (1)
4 - نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية:
خرجت في جيوش خالد الذاهبة لليمامة وباشرت القتال بنفسها، وأقسمت أن لا تضع السلاح حتى يُقْتل دجال بني حنيفة، وبرت بفضل الله بقسمها وقتل مسيلمة ورجعت إلى المدينة وبها اثنا عشر جرحًا ما بين طعنة برمح وضربة بسيف، وكلها أوسمة شرف لهذه الصحابية المجاهدة التي ضربت لبنات جنسها مثلاً رائعًا في الدفاع عن الدين والعقيدة، ولو أدى ذلك لأن تتحمل ما لا يتحمله في العادة مثيلاتها من ربات الخدور. [2] وقد قام خالد بن الوليد بعد هذه المعركة برعايتها، فقد قالت نسيبة -رضي الله عنها-: فلما انقطعت الحرب ورجعت إلى منزلي جاءني خالد بن الوليد بطبيب فداواني بالزيت المغلي، وكان والله أشد علي من القطع، وكان خالد كثير التعهد لي،
(1) حروب الردة: ص 93، 94، شوقي أبو خليل، نقلا عن الاكتفاء: 2/ 13. [2] حركة الردة للعتوم: ص 309.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 273