نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 261
المبحث الرابع
مسيلمة الكذاب وبنو حنيفة
أولاً: التعريف به ومقدمة عنه:
هو مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي أبو شامة، متنبئ من المعمرين وفي الأمثال: «أكذب من مسيلمة». ولد ونشأ باليمامة في القرية المسماة اليوم بالجبلية بقرب العيينة بوادي حنيفة في نجد، وتلقب في الجاهلية بالرحمن وعرف برحمان اليمامة. [1] وأخذ يطوف في ديار العرب والعجم يتعلم الأساليب التي يستطيع بها استغفال الناس واستجرارهم لجانبه، كجبل السدنة والحوَّاء وأصحاب الرجز والخط ومذاهب الكهان والعياف والسحرة وأصحاب الجن الذين يزعمون أن له تابعات إلى غيرها من الخزعبلات، ومن هذه الشعوذات أنه كان يصل جناح الطائر المقصوص في الظاهر ويدخل البيضة
في القارورة. (2)
وكان مسيلمة يدعي النبوة ورسول الله بمكة، وكان يبعث بأناس إليها ليسمعوا القرآن ويقرؤوه على مسامعه، فينسج على منواله أو يسمعه هو نفسه للناس زاعمًا أنه كلامه [3]، وفي العام التاسع للهجرة الذي عم فيه الإسلام ربوع الجزيرة العربية أقبل وفد بني حنيفة على مدينة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعلنون إسلامهم، وكان مسيلمة معهم. فقد ذكر ابن إسحاق: إن مسيلمة كان ضمن المجموعة التي قابلت الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومن وفد بنى حنيفة جاءوا به يسترونه بالثياب، فلما قابله كلمه، وكان مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عسيب من سعف النخل فقال له،
رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لو سألتني هذا العسيب ما أعطيتكه». [4] ويبدو أنه سأله الشركة في النبوة أو الخلافة من بعده.
وفي رواية: إن مسيلمة لم يكن في الوفد الذي قابل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ لأنه تخلف يحرس رحال القوم، فلما قسم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأعطيات أخرج له نصيبًا مثل أنصبائهم، وقال لهم: «إنه ليس بشركم مكانًا»، وذلك لقيامه على حراسة متاعهم. (5) [1] حروب الردة وبناء الدولة، أحمد سعيد: ص 123. الزركلي: 2/ 125.
(2) حركة الردة للعتوم: ص 71. [3] البدء والتاريخ: 5/ 160 للمقدسي، نقلا عن حركة الردة: ص 71. [4] السيرة النبوية: 2/ 576، 577.
(5) السيرة النبوية: 2/ 577.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 261