نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 252
الطريق [1]، وإذا كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأسوة الحسنة فقد توارى العتاب وانقطع الملام. (2)
ودفاع الدكتور محمد حسين هيكل عن خالد اتبع فيه منهجية غير مقبولة؛ لأنه ينبغي لنا أن لا نغض الطرف عن مخالفات خالد على حساب الإسلام، فخالد وغيره محكوم بالشرع الذي يعلو ولا يعلى عليه، وإن تنزيه الأشخاص لا يساوي تشويه المنهج بأية حال، فقد قال الدكتور هيكل: وما التزوج من امرأة على خلاف تقاليد العرب بل ما الدخول بها قبل أن يتم تطهيرها إذا وقع ذلك من فاتح غزا فحق له بحكم الغزو أن تكون له سبايا يصبحن ملك يمينه!! إن التزمت في تطبيق التشريع لا ينبغي أن يتناول النوابغ العظماء من أمثال خالد، وبخاصة إذا كان ذلك يضر بالدولة أو يعرضها للخطر. (3)
ورد الشيخ أحمد شاكر بهذا الخصوص فقال: لشد ما أخشى أن يكون المؤلف تأثر بما قرأ من أخبار نابليون وغيره من ملوك أوربا في مباذلهم وإسفافهم، وبما كتب الكاتبون من الإفرنج في الاعتذار عنهم لتخفيف آثامهم بما كان لهم من عظمة وبما أسدوا إلى أممهم من فتوح وأياد، حتى يظن بالمسلمين الأولين أنهم أمثال هؤلاء فيقول: إن التزمت في تطبيق التشريع لا يجب أن يتناول النوابغ العظماء من أمثال خالد، وهذا قول يهدم كل دين وخلق [4].
د- دعم الصديق للقيادة الميدانية:
كان بعض رجال من جيش خالد قد شهدوا أن القوم أذنوا حين سمعوا أذان المسلمين، وأنهم بذلك قد حقنوا دماءهم، وأن قتلهم لا يحل، ومن أولئك القوم أبو قتادة - رضي الله عنه -، فأكبر القوم وزاد ذلك عنده أنه رأى خالد بن الوليد قد تزوج امرأة مالك بن نويرة ففارق أبو قتادة خالدًا، وقدم على أبي بكر ليشكو إليه خالدًا فيما خالف فيه، فرأى أبو بكر أن فراق أبي قتادة لخالد خطأ لا ينبغي أن يرخص فيه له ولا لغيره؛ لأنه يكون سببًا للفشل والجيش في أرض العدو، فاشتد على أبي قتادة ورده إلى خالد، ولم يرض منه إلا أن يعود فينخرط تحت لوائه [5]، وعمل أبي بكر من أحكم السياسات الحربية. [1] سيرة ابن هشام: 2/ 239.
(2) حركة الردة للعتوم: ص 237.
(3) الصديق أبو بكر: ص 140. [4] حركة الردة للعتوم: ص 232. [5] نفس المصدر السابق: ص 231.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 252