responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 249
فعدلت بعدها عن الذهاب إلى المدينة، وتوجهت إلى اليمامة، وقد تضافرت الروايات التاريخية لتؤكد هذه الحقيقة التي ذكرناها [1]، بل إن التدقيق في الروايات يبين أن من ثبت على الإسلام من بني تميم كان أكثر من المترددين والمرتدين، وتعكس بعض الروايات دور قبيلة الرباب بصفة خاصة في الوقوف في وجه المرتدين، ولذلك استحقت من سجاح وجماعتها الحرب.
وتشير بعض الروايات إلى المواجهة العظيمة التي وقعت بين الرباب وسجاح وانتهت أخيرًا بالصلح عندما فشلت سجاح في إخضاع مسلمي تميم، وإلى ندم قيس بن عاصم على متابعة المرتدين، وسوقه صدقات قومه إلى المدينة وكانت الدائرة على سجاح وجماعتها [2].

ب- خالد ومقتل مالك بن نويرة:
اختلفت الآراء في مقتل مالك بن نويرة اختلافًا كثيرًا: أقتل مظلومًا أم مستحقًا؛ أي أكافرًا قتل أم مسلمًا؟ وقام الدكتور على العتوم بتحقيق هذه المسألة في كتابه «حركة الردة» وتعرض الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه «نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم» لهذه القضية [3]، وقام الشيخ محمد زاهد الكوثري بالدفاع عن خالد في كتابه (مقالات الكوثري) [4]، وغير ذلك من الباحثين، واخترت من بين من بحث هذا الموضوع ما ذهب إليه الدكتور على العتوم؛ لأنه حقق المسألة تحقيقًا علميًا متميزًا، واهتم بأحداث الردة اهتمامًا لم أجده -على حسب اطلاعي- عند أحد من الباحثين المعاصرين، وخرج بنتيجة أوافقه عليها: أن الذي أردى مالكا كبره وتردده؛ فقد بقي للجاهلية في نفسه نصيب وإلا لما ماطل هذه المماطلة في التبعية للقائم بأمر الإسلام بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي تأدية حق بيت مال المسلمين المتمثل بالزكاة. وفي تصوري أن الرجل كان يحرص على زعامته ويناكف -في الوقت نفسه- بعض أقربائه من زعماء بني تميم الذين وضعوا عصا الطاعة للدولة الإسلامية، وأدوا ما عليهم لها من واجبات،

[1] الثابتون على الإسلام: ص 44.
[2] نفس المصدر السابق: ص48.
[3] نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم: ص 33.
[4] مقالات الكوثري: ص 312، نقلا عن (الخلفاء الراشدون) للذهبي: ص 36.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست