نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 242
مناصرة أعداء الإسلام، ولم تكن قناعتهم إلى حد الحياد والانتظار حتى يروا لمن تكون الدائرة، بل انضم منهم ألف وخمسمائة إلى جيش المسلمين، مما يدل على مبلغ أثره فيهم. [1] وجاء في رواية: أن قومه طلبوا من خالد بأن يقاتلوا قيسًا لأن بني أسد حلفاؤهم، فقال لهم خالد: والله ما قيس بأوهن الشوكتين، اصمدوا إلى أي القبيلتين أحببتم، فقال عدي: لو ترك هذا الدين أسرتي الأدنى فالأدنى من قومي لجاهدتهم عليه، فأنا أمتنع من جهاد بني أسد لحلفهم! لا لعمر الله لا أفعل. فقال له خالد: إن جهاد الفريقين جميعًا جهاد، لا نخالف رأي أصحابك، امضِ إلى أحد الفريقين وامض بهم إلى القوم الذين هم
لقتالهم أنشط. (2)
وفي إنكار عدي على قومه دليل على قوة إيمانه وغزارة علمه؛ حيث والى أولياء الله وإن كانوا بعيدين عنه في النسب، وتبرأ من أعداء الله وإن كانوا من أقاربه. [3] كما تظهر خبرة خالد بن الوليد الحربية حينما أمر عديًا بأن لا يخالف قومه في تمنعهن في مواجهة حلفائهم بني أسد، وأن يوجههم إلى الوجه الجهادي الذي يكونون فيه أنشط على القتال [4].
لقد كان الدور الذي قام به عدي في دعوة قبيلته إلى الانضمام إلى جيش المسلمين عظيمًا، فكان دخول طئ في جيش خالد أول وهن أصيب به الأعداء؛ لأن قبيلة طئ من أقوى قبائل جزيرة العرب، وممن كانت القبائل تحسب لها حسابًا وتنظر إليها باعتبارها على درجة من القوة بحيث كانت مرهوبة الجانب عزيزة في بلادها، تتقرب إليها جاراتها بالتحالف معها. لقد التقى الجمعان بعد أن دب الوهن في نفوس الأعداء، فكتب الله النصر لجيش المسلمين، فسرعان ما طفقوا يقتلون ويأسرون حتى أبادوا جميع أعدائهم وهرب قائدهم طليحة على فرسه، ولم يسلم منهم إلا من استسلم أو هرب، وبعد هذه الوقعة انتشر الضعف في نفوس المرتدين من قبائل الجزيرة فأصبح الجيش الإسلامي لا يجد عناء في هزيمة من تجمع منهم في أماكن أخرى [5]. [1] التاريخ الإسلامي9/ 61.
(2) تاريخ الطبري: 4/ 75. [3] التاريخ الإسلامي: 9/ 61. [4] التاريخ الإسلامي: 9/ 61. [5] الحرب النفسية من منظور إسلامي، د: أحمد نوفل: 2/ 143، 144.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 242