responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 234
خوفًا أو طمعًا. وعفا عن الأشعث بن قيس، وبذلك أسر الصديق قلوبهم وامتلك أفئدتهم، فكانوا في مستقبل الأيام نصرًا للإسلام وقوة للمسلمين وأصبحت لهم يد عظيمة في هذا المجال [1].

وصية الصديق لعكرمة ومحاسبته لمعاذ:
كان أبو بكر - رضي الله عنه - حين بعث عكرمة بن أبي جهل إلى مسيلمة وأتبعه شرحبيل بن حسنة عجَّل عكرمة فوافته بنو حنيفة فنكبوه، فكتب عكرمة إلى أبي بكر بالذي كان من أمره، فكتب إليه أبو بكر: يا ابن أم عكرمة لا أرينَّك ولا تراني على حالها، لا ترجع فتوهن الناس، امض على وجهك حتى تساند حذيفة وعرفجة فقاتل معهما أهل عمان ومهرة، وإن شغلا فامضِ أنت ثم تسير وتسيِّر جندك تستبرئون ممن مررتم به، حتى تلتقوا أنتم والمهاجر ابن أبي أمية باليمن وحضرموت [2].
ونلحظ أن الصديق حينما وجه الجيوش لقتال المرتدين وجه إلى مسيلمة الكذاب جيشين أحدهما بقيادة عكرمة بن أبي جهل والثاني بقيادة شرحبيل بن حسنة، وهذا دليل على خبرة أبي بكر الدقيقة بدرجات القوة عند الأعداء ومقدار مقدرتهم على الصمود، وحينما تعجل عكرمة لحرب مسيلمة فنكب هو وجيشه أرسل إليه أبو بكر يقول له: «لا أرينك ولا تراني على حالها لا ترجع فتوهن الناس» وهذا أيضا من خبرة أبي بكر الحربية فإن الروح المعنوية لها أثر كبير في نتائج المعارك، فإذا قدم هؤلاء المنهزمون فقابلوا الجيش المتوجه لقتال الأعداء, فإن نفوس أفراد الجيش سيكون فيها شيء التخوف والضعف، خصوصًا فيما إذا روى لهم المنهزمون شيئًا عن ضخامة جيش الأعداء وقوته [3]، وقد كان البعد الحربي عند الصديق واضحا فأرسل عكرمة وجيشه إلى مناطق أخرى وحقق نجاحًا باهرًا، فارتفعت معنويته وجيشه.
وعندما رجع معاذ من اليمن إلى المدينة واستقبله الصديق وكان من عاداته مراقبة عماله ومحاسبتهم بعد فراغهم، قال الصديق لمعاذ: ارفع حسابك، فقال:

[1] نفس المصدر السابق: ص 256.
[2] الكامل في التاريخ: 2/ 34، البداية والنهاية: 6/ 334.
[3] التاريخ الإسلامي للحميدي: 9/ 83.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست