نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 232
دعاه إليه ربُّه فأجابه ... فيا خير غَوْرِيٍّ [1] ويا خير منجد (2)
ووقف شرحبيل بن السمط وابنه في بني معاوية من كندة عندما أطبقوا كلهم على منع الصدقة وقالا لبني معاوية: إنه لقبيح بالأحرار التنقل، إن الكرام ليلزمون الشبهة فيتكرمون أن يتنقلوا إلى أوضح منها مخافة العار، فكيف الانتقال من الأمر الحسن الجميل والحق إلى الباطل القبيح؟ اللهم إنا لا نمالئ قومنا على ذلك. وانتقل ونزل معه زيد ومعهما امرؤ القيس بن عابس وقالا له: بَيِّتِ القوم فإن أقوامًا من السكاسك والسكون قد انضموا إليهم وكذلك شذاذ من حضرموت، فإن لم تفعل خشينا أن تتفرق الناس عنا إليهم، فأجابهم إلى تبييت القوم فاجتمعوا وطوقوهم في محاجرهم فوجدوهم جلوسًا حول نيرانهم فأكبوا على بني عمرو وبني معاوية وفيهم العدد والشوكة من خمسة أوجه فأصابوا الملوك الأربعة من كندة وأختهم العمرَّدة وقتلوا فأكثروا، وهرب من أطاق الهرب وعاد زياد بن لبيد بالأموال والسبي [3]، فهذه بعض النماذج من أهل الإيمان الذين كانت لهم مواقف تدل على عمق إيمانهم وشدة انتمائهم إلى الإسلام فكانوا من خطباء الإيمان.
كرامات الأولياء:
عندما تمكن الأسود العنسي باليمن وتنبأ بالنبوة بعث إلى أبي مسلم الخولاني فلما جاء قال له: أتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع. قال: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم. فردد ذلك عليه، وفي كله يقول مثل قوله الأول قال: فأمر به فألقي في نار عظيمة فلم تضره، فقيل له: انفه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك، قال: فأمر بالرحيل فأتى المدينة وقد قبض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، واستخلف أبو بكر فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد، ودخل المسجد فقام يصلي إلى سارية، وبصر به عمر بن الخطاب فقام إليه فقال: ممن الرجل؟ قال: من أهل اليمن، قال: ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب، قال: أنشدك الله أنت هو؟ قال: اللهم نعم. [1] غوري: نسبة إلى الغور، وهي أرض تهامة ما بين البحر والحجاز.
(2) ديوان الردة للعتوم: ص 81؛ منجد: نسبة إلى نجد هي الأرض المرتفعة. [3] الكامل في التاريخ: 2/ 84.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 232