responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 230
ويذكر التاريخ أن الفساق كانوا يتناوبونها لهذا الغرض في الجاهلية، ولكن هؤلاء السواقط لم يتركن وشأنهن يفسدن في المجتمع كما يحلو لهن [1]، فقد وصل الخبر إلى الصديق، وأرسل رجل من أهل اليمن إليه
هذه الأبيات:
أبلغ أبا بكر إذا ما جئته ... أن البغايا رُمْنَ أيَّ مرام
أظهرن من موت النبي شماتة ... وخضبن أيديهن بالعُلاَّم (2)
فاقطع هديت أكفَّهن بصارم ... كالبرق أمضى من متون غمام (3)
فكتب أبو بكر - رضي الله عنه - إلى عامله هناك المهاجر بن أبي أمية كتابًا في منتهى الحزم والصرامة جاء فيه: «فإذا جاءك كتابي هذا فَسِرْ إليهن بخيلك ورجلك حتى تقطع أيديهن، فإن دفعك عنهن دافع، فأعذر إليه باتخاذ الحجة عليه، وأعلمه عظيم ما دخل فيه من الإثم والعدوان، فإن رجع فاقبل منه وإن أبى فنابذه على سواء، إن الله لا يهدي كيد الخائنين ... ». فلما قرأ المهاجر الكتاب جمع خيله ورجله وسار إليهن، فحال بينه وبينهن رجال من كندة وحضرموت فأعذر إليهم، فأبوا إلا قتاله، ثم رجع عنه عامتهم، فقاتلهم فهزمهم وأخذ النسوة فقطع أيديهن فمات عامتهن وهاجر بعضهن إلى الكوفة. [4] لقد نلن جزاءهن في محكمة الإسلام العادلة؛ إذ أخذهن عامل أبي بكر على تلك البلاد وطبق عليهن
حد الحرابة [5].
ونقلت الأخبار للخليفة في امرأتين من بلاد حضرموت تغنتا بهجاء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والمسلمين، وكان قد عاقبهما المهاجر بن أبي أمية والي تلك البلاد بقطع يديهما ونزع ثنيتيهما، فلم يرضَ أبو بكر، وعدها عقوبة خفيفة في حق هاتين المجرمتين، وقد وجه إليه كتابًا بهذا الخصوص قال فيه بحق الناعقة بشتم صاحب الرسالة: بلغني الذي سرت به في المرأة التي تغنت وزمرت بشتيمة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلولا ما قد سبقتني فيها لأمرتك

[1] حركة الردة للعتوم: ص 119.
(2) العلام: الحناء.
(3) عيون الأخبار: 3/ 133.
[4] حركة الردة للعتوم: ص 184.
[5] نفس المصدر السابق: ص 119.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست