نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 21
ثالثًا: أسرته:
أما والده فهو عثمان بن عامر بن عمرو، يكنى بأبي قحافة، أسلم يوم الفتح، وأقبل به الصديق على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: «يا أبا بكر، هلا تركته حتى نأتيه»، فقال أبو بكر: هو أولى أن يأتيك يا رسول الله. فأسلم أبو قحافة وبايع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [1]، ويروى أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هنأ أبا بكر بإسلام أبيه [2]، وقال لأبي بكر: «غيروا هذا من شعره»، فقد كان رأس أبي قحافة مثل الثغامة. (3)
وفي هذا الخبر منهج نبوي كريم سنه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في توقير كبار السن واحترامهم، ويؤكد ذلك قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا». (4)
وأما والدة الصديق: فهي سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، وكنيتها أم الخير، أسلمت مبكرًا، وسيأتي تفصيل ذلك في واقعة إلحاح أبي بكر على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الظهور بمكة. (5)
وأما زوجاته: فقد تزوج - رضي الله عنه - من أربع نسوة، أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث، وهن على التوالي:
1 - قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك:
اختلف في إسلامها [6]، وهي والدة عبد الله وأسماء، وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية وقد جاءت بهدايا فيها أقط وسمن إلى ابنتها أسماء بنت أبي بكر بالمدينة، فأبت أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها، فأرسلت إلى عائشة تسأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لتدخلها، ولتقبل هديتها»، وأنزل الله -عز وجل-: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]، أي: لا يمنعكم الله من البر والإحسان وفعل الخير إلى الكفار الذين [1] الإصابة، 4/ 375. [2] السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ص577.
(3) الإصابة: 4/ 375، الثغامة: نبات يشبه به الشيب.
(4) الترمذي، كتاب البر، باب 15.
(5) تاريخ الدعوة في عهد الخلفاء الراشدين، ص 30. [6] الطبقات لابن سعد، 3/ 169، 8/ 249.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 21