نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 202
بالتدرج إلى جادة الحق [1].
ووأما من قرب منهم من المدينة واشتد خطره كبني عبس وذبيان فإنه لم ير بدًّا من محاربتهم على الرغم من الظروف القاسية التي كانت تعيشها مدينة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكان أن آوي الذراري والعيال إلى الحصون والشعاب محافظة عليهم من غدر المرتدين [2]، واستعد للنزال بنفسه ورجاله.
سادسًا: فشل أهل الردة في غزو المدينة:
بعد ثلاثة أيام من رجوع وفود المرتدين طرقت بعض قبائل أسد وغطفان وعبس وذبيان وبكر المدينةَ ليلاً وخلفوا بعضهم بذي حُسَي ليكونوا لهم ردءًا، وانتبه حرس الأنقاب لذلك، وأرسلوا للصديق بالخبر، فأرسل إليهم أنِ الزموا أماكنكم ففعلوا، وخرج في أهل المسجد على النواضح إليهم، فانفش العدو فأتبعهم المسلمون على إبلهم، حتى بلغوا ذا حُسَى فخرج عليهم الردء بأنحاء [3] قد نفخوها وجعلوا فيها الحبال ثم دهدهوها [4] بأرجلهم في وجوه الإبل فتدهده كل نحي فى طوله [5]، فنفرت إبل المسلمين وهم عليها -ولا تنفر الإبل من شيء نفارها من الأنحاء- فعاجت بهم ما يملكونها حتى دخلت بهم المدينة فلم يُصرع مسلم ولم يُصب. [6] وقال عبد الله الليثي: وكانت بنو عبد مناة من المرتدة -وهم بنو ذبيان- في ذلك الأمر بذي القصة وبذي حسى:
أطعنا رسول الله ما كان بيننا ... فيا لعباد الله ما لأبي بكر
أيورثها بكرا إذا مات بعده ... وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
فهلا رددتم وفدنا بزمانه ... وهلا خشيتم حس راغية البكر [1] حركة الردة للعتوم: ص 174. [2] حركة الردة للعتوم: ص 174. [3] الأنحاء: هي القِرَب. [4] أي: دفعوها. [5] أي: في حبله. [6] تاريخ الطبري: 4/ 65.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 202