نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 129
والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قاعد. قال عبيد الله: فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: هات، فعرضت حديثها عليه فما أنكر منه شيئًا، غير أنه قال: أسَمَّت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا. قال، هو علي [1].
هذا الحديث اشتمل على فوائد عظيمة، منها: فضيلة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وترجيحه على جميع الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- وتفضيله، وتنبيه على أنه أحق بخلافة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من غيره، ومنها أن الإمام إذا عرض له عذر عن حضور الجماعة استخلف من يصلي بهم، وأنه لا يستخلف إلا أفضلهم، ومنها فضيلة عمر بعد أبي بكر - رضي الله عنه -؛ لأن أبا بكر - رضي الله عنه - لم يعدل إلى غيره [2].
وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: لما قبض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، قال: فأتاهم عمر - رضي الله عنه - فقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر - رضي الله عنه -؟ فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر [3].
ز- روى ابن سعد بإسناده إلى الحسن قال: قال علي: لما قبض النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نظرنا في أمرنا فوجدنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد قدم أبا بكر في الصلاة فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لديننا، فقدمنا أبا بكر [4].
وقد علق أبو الحسن الأشعري على تقديم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأبي بكر في الصلاة فقال: وتقديمه له أمر معلوم بالضرورة في دين الإسلام. قال: وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة وأقرؤهم، لما ثبت في الخبر المتفق على صحته بين العلماء أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنًّا، فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم إسلامًا». قال ابن كثير [1] عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة: 2/ 542. مسلم رقم: 418، البخاري رقم: 687. [2] شرح النووي: 4/ 137. [3] المستدرك: 3/ 67. [4] الطبقات لابن سعد: 3/ 183.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 129