نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 103
قال: «هل رأى أحد منكم رؤيا؟» فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر، ثم وزن عمر وعثمان فرجع عمر، ثم رفع الميزان، فاستاء لها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: «خلافة نبوة، ثم يؤتى الله الملك من يشاء» [1].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: صلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس فقال: «بينا رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها التفتت إليه البقرة، فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني خلقت للحرث، فقال الناس: سبحان الله! (تعجبًا وفزعا) أبقرة تتكلم؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فإني أؤمن به وأبو بكر وعمر. قال أبو هريرة: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب: هذا استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري؟ فقال الناس: سبحان الله، ذئب يتكلم؟ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فإني أومن بذلك أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم». [2] ومن شدة إيمانه والتزامه بشرع الله تعالى وصدقه وإخلاصه للإسلام أحبه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأصبحت تلك المحبة مقدمة عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على غيره من الصحابة.
فعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعثه على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة»، فقلت: من الرجال؟ قال: «أبوها»، قلت: ثم من؟ قال: «عمر بن الخطاب». فعد رجالاً [3].
وبسبب هذا الإيمان العظيم والتزامه بشرع الله القويم ولجهوده التي بذلها لنصرة دين رب العالمين استحق بشارة رسول الله بالجنة، وأنه يدعى من جميع أبوابها، فعن أبي موسى الأشعري أنه توضأ في بيته ثم خرج، فقلت: لألزمن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولأكونن معه يومي هذا. قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالوا: خرج ووجه ها هنا، فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريسٍ، فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حاجته فتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريسٍ وتوسط قُفَّها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند [1] أبو داود، رقم: 4634، الترمذي رقم: 2288. [2] مسلم، رقم: 2388. [3] صحيح البخاري، رقم: 3662.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 103