نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 101
سؤال الناس، بل ويساهم بهذا الرزق في إغاثة الملهوف، وفك العاني، ويسارع في أبواب الإنفاق التي
يحبها الله.
16 - غيرة الصديق - رضي الله عنه - وتزكية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لزوجه:
قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إنَّ نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم، فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله، فقال: إن الله تعالى قد برأها من ذلك، ثم قام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر فقال: «لا يدخل رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان». (1)
17 - خوفه من الله تعالى:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا» فغطى أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وجوههم ولهم خنين [2].
وقد كان الصديق - رضي الله عنه - على جانب من الخوف والرجاء عظيم، جعله قدوة عملية لكل مسلم سواء حاكمًا أو محكومًا، قائدًا أو جنديًا، يريد النجاح والفلاح في الآخرة. [3] فعن محمد بن سيرين قال: لم يكن أحد أهيب لما يعلم بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أبي بكر. وعن قيس قال: رأيت أبا بكر آخذ بطرف لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد. [4] وقد قال أبو بكر - رضي الله عنه -: ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا [5] , وعن ميمون بن مهران قال: أتى أبو بكر بغراب وافر الجناحين فقلبه ثم قال: ما صِيدَ من صيد ولا عضدت من شجرة إلا بما ضيعت من التسبيح. [6] وعن الحسن قال: قال أبو بكر: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد. [7] وقال أبو بكر: لوددت أن كنت شعرة في جنب عبد مؤمن. [8] وكان - رضي الله عنه - يتمثل بهذا البيت من الشعر:
(1) الرياض النضرة في مناقب العشرة، لأبي جعفر أحمد الطبري: 237. [2] البخاري، كتاب التفسير، باب لا تسألوا عن أشياء: 6/ 68. [3] تاريخ الدعوة إلى الإسلام، يسري محمد: 369. [4] صفة الصفوة: 2/ 253. [5] (الزهد) للإمام أحمد، باب زهد أبي بكر: 108. [6] نفس المصدر السابق: 110. [7] المصدر السابق: 112. [8] المصدر السابق: 112.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 101