نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 31
ويقولون ترك الكذب وصار نجاراً فأقام نوح يدعو الثقلين الجن والإنس ألف سنة إلا خمسين عاماً فكان الآباء يوصون الأبناء بتكذيبه ويقولون لهم: لا تطيعوا هذا الشيخ الكذاب فانا أدركنا سلفنا يكذبونه، فأوصى الأبناء أبناء الأبناء بتكذيبه فكلما طاف الأرض يبلغ حجة الله فيأتيه وقت الحج فيرجع إلى البيت الحرام فيحج. فلما رأوه يفعل ذلك قالوا: لو هدمتم بيت نوح لكف عنكم فائتمروا بهدم البيت وخراب المسجد الحرام فهدموا البيت وخربوا آثار المسجد الحرام. فأوحى الله إلى نوح فقال له جبريل: يا نوح السلام يقرئك السلام، يا نوح جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا اشتد غضب الله وحقت كلمة العذاب على الكافرين لا ملجأ ولا منجا لأهل الأرض من عذاب ابنه احمل في السفينة من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم، فإذا رأيت التنور فاركب أنت ومن معك وكان الذي آمن معه سبعين رجلا. قال الله: {وما آمن معه إلا قليل} فلما رأى التنور ركب بالسبعين رجلاً بلا نساء معهم وركب بنوه سام وحام ويافث ونساءهم كن قد آمن، ثم رفعت الأرض ماءها وهرب ابن نوح الرابع إلى جبل فقال له نوح: يا بني آمن واركب معنا {قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء}، قال له نوح: {لا عاصم اليوم من أمر الله}. والعرب تجعل فاعل في موضع مفعول قال الله {في عيشة راضية} و {ماء دافق} أي مرضية ومدفوق.
قال وهب: فآوى ابن نوح إلى جبل وهربت معه امرأة باينها فلما طما الماء على قنن الجبال وأخذها الماء جعلت المرأة ابنها على رأسها فلما ألجمها الماء جعلت ابنها تحت رجليها لتنجو ثم علاها الماء فغرقا وغرق ابن نوح. فأوى الله إلى نوح (لو كنت أرحم منهم أحداً لرحمت أم الطفل). ثم انهمرت
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 31