نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 127
والآبار وجدولوا الأنهار وغرسوا الأشجار واستخدموا الليل والنهار فكانا مطاياهم إلى دار القرار - أرسلوا مالهم وانتظروا ما يرجع به سؤالهم - ارتقبوا فلم يرقبوا - هجمت الآجال دون الآمال ألا وإن كل شيء إلى زوال وأنشأ يقول:
قد كنت أسمع بالزمان ولا أرى ... أن الزمان يطيق نتف جناحي
فأراه أسرع في حتى أصبحت ... بيضا متون عوارضي وصفاحي
وأنا الكبير بسنه في قومه ... هيهات كم راوحت من أرواح
صافحت ذا جدن وأدرك مولدي ... عمرو بن شمر يتقي بالراح
والقيل ذو يزن رأيت مجليه ... بالقصر بين مرامر الصفاح
فتك الزمان بملك حمير فتكة ... يسعى بكل مساً وكل صباح
أودى أبو كرب وعمر وقبله ... وأبار ملك أذيتة الصباح
وأباد افريقيس بعد مقامه ... بالمغرب المستغرق الفياح
والصعب ذو القرنين أصبح ثاوياً ... بالحنو بين ملاعب الأرواح
وغدا بأبرهة المنار فأصبحت ... أيامه مسلوبة الإصباح
أخنى على صيفي بحادث صرفه ... مستأثراً بجذيمة الوضاح
أم أين علكدة الهمام وملكه ... أم أين عز عبادة الفتاح
والعبد والهدهاد صارا عبرة ... طارا عن الدنيا بغير جناح
لا تمش في شك الظنون أما ترى ... أيامه مشهورة الإيضاح
لا تأمنن مكر الزمان فإنه ... أودى الزمان بشمر الصباح
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 127