نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 605
خمس سنين, فأصاب ألف ألف, وألف ألف, وألف ألف, وأعطى الأمان فأبى ومشى بسيفه حتى مات؛ ذلك مصعب بن الزبير, لا من قطع الجسور مرة ها هنا ومرة ها هنا [1]. إن مدح مصعب الآن لا يضر عبد الملك شيئًا, فقد مضى إلى ربه, وترك له الدنيا بزخارفها, فهو الآن, وبعد أن لم يعد مصعب يشكل خطرًا على ملك عبد الملك, فلا بأس بأن يذكر محاسنه, ولا بأس بأن يؤبنه؛ ولهذا لما جيء برأس مصعب إلى عبد الملك قال: وراوه, فقد -والله- كانت الحرمة بيننا قديمة, ولكن هذا الملك عقيم. وأمر به وابنه عيسى فدفنا [2].
4 - ما قيل من رثاء في مصعب بن الزبير: اشتهر عبيد الله بن قيس الرقيات بالدفاع عن الحركة الزبيرية, وكان شاعرها الأول, ومما قاله في رثاء مصعب بن الزبير:
نَعَت السحائب والغمام بأسرها ... جسدًا بمسكِنَ عاري الأوصال
تُمسى عوائده السباع وداره ... بمنازل أطلالهن بوالي
رحل الرِّفاق وغادروه ثاويًا ... للريح بين صَبا, وبين شمال (3)
5 - سكينة بنت الحسين زوجة مصعب بن الزبير: كتب مصعب إلى زوجته سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بعد خروجه من الكوفة بليال:
وكان عزيزًا أن أبيت وبيننا ... حجاب فقد أصبحت مني على عشر
وأبكاهما للعين والله فاعلمي ... إذا ازددت مثليها فصرت على شهر
وأبكي لقلبي منهما أنني ... أخاف بألا نلتقي آخر الدهر
وقيل: دخل مصعب على سكينة يوم قتل, فنزع ثيابه ولبس غلالة, وتوشح بثوب, وأخذ سيفه, فعلمت سكينة أنه لا يريد أن يرجع, فصاحت: واحزناه عليك يا مصعب! فالتفت إليها -وقد كانت تخفي ما في قلبها عنه- فقال: أوكل هذا لي في قلبك؟ قالت: وما أخفي أكثر, فقال: لو كنت أعلم هذا كانت لي ولك حال, ثم خرج فلم يرجع, ولما قتل مصعب خرجت سكينة تطلبه في القتلى فعرفته بشامة في خده, فأكبت عليه وقالت: يرحمك الله, نعم -والله- خليل المسلمة, كنت أدرك والله ما قال عنترة:
وحليل غانية تركت مجندلاً ... بالقاع لم يعهد ولم يتكلم
فهتكت بالرمح الطويل إهابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم (4) [1] المصدر نفسه (11/ 152). [2] تاريخ الطبري, الأمويون, للوكيل (1/ 381).
(3) البداية والنهاية (11/ 156).
(4) المنتظم لابن الجوزي (6/ 115،114).
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 605