responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 522
كانوا ينادون بتجسيد الألوهية، فأطلت رؤوس مجامعهم السرية مع المراكز المتطفلة الخفية واستغل دم الحسين واعتبروه ذا قيمة في التضحية تشبه دم المسيح عند النصارى، وتسلل إلى نفوس من أسلم من الفرس من هذا الطريق يستثيرونهم ضد الدولة بحجة أن الحسين كان قد تزوج جيهان شاه ابنة يزدجرد أم علي بن الحسين [1]، فارتفعوا بهذه الفاجعة عن مصائب البشر الاعتيادية فشبهوها بمصائب الأنبياء [2]، وتسللت من خلالها أفكار أهل الكتاب بسهولة .. واعتبروا أن الحسين لم يتألم لما أصاب أهله ونفسه من القتل والإيذاء بل أنه تألم لأن أمة جدّه المسئول عن هدايتها بصفته الإمام والحجة ضلت بحربها إياه [3]، وهذا يذكرنا بفكرة النصارى عن صلب المسيح وتعذيبه ـ فكان من السهل بذر هذه الفكرة من قبل أهل الكتاب في نفس من أسلم حديثاً، فأقبل الموالي على التشيع ورأوا في الحسين إنساناً روحانياً قدر له الله منذ الأزل أن يفتدي الإسلام بدمه ويحفظه بتضحية نفسه فقرن بدور المسيح المخلص [4] ...
وكان لمستشاري يزيد من النصارى مثل سرجون أثر في تلك الأحاديث الدامية وما ترتب عليها من نكبات ومصائب [5].

تاسعاً: استشهاد الحسين رضي الله عنه نقطة تحول في التاريخ الفكري والعقدي للتشيع:
يعتبر استشهاد الحسين رضي الله عنه نقطة تحول في التاريخ الفكري والعقدي للتشيع، إذ لم يقتصر أثر هذه الحادثة الأليمة على إذكاء التشيع في نفوس الشيعة وتوحيد صفوفهم بل ترجع أهمية هذه الحادثة إلى أن التشيع كان قبل مقتل الحسين مجرد رأي سياسي لم يصل إلى عقائد الشيعة، فلما قتل الحسين امتزج التشيع بدمائهم وتغلغل في أعماق قلوبهم، وأصبح عقيدة راسخة في نفوسهم [6] لقد نظر الشيعة إلى استشهاد الحسين على أنه أهم من استشهاد علي بن أبي طالب نفسه، لأن الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم [7]، وقد اعتنق الفرس مبدأ التشيع وبذلك تمركزت العقيدة الشيعية حول الحسين وسلالته دون الحسن وذريته، وإلى اعتناق مبدأ حق الحسين بن علي الإلهي وذريته في الخلافة، وأن الإمامة بالنص لا بالاختيار [8]، بل اعتبر الشيعة سفك دم الحسين في سهل كربلاء ذا قيمة في التضحية تشبه سفك دم المسيح المزعومة

[1] فرق الشيعة صـ53، الطبقات (5/ 156).
[2] أثر أهل الكتاب في الفتن والحروب الأهلية صـ491، تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة صـ54.
[3] أثر أهل الكتاب في الفتن والحروب الأهلية صـ492.
[4] المصدر نفسه صـ494.
[5] المصدر نفسه صـ494.
[6] نظرية الإمامة صـ47، مواقف المعارضة صـ338.
[7] الخوارج والشيعة صـ188 فلها وزن مواقف المعارضة صـ339.
[8] الوثائق السياسية للجزيرة العربية صـ19 ـ 20.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست