نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 233
[8] ـ وإنك لتلحظ الشعرة في لقمتي:
روي أن معاوية قال للأعرابي: ارفع الشعرة من لقمتك فقال: وإنك لتلحظ الشعرة في لقمتي، والله لا أكلت معك طعاماً [1].
9 ـ إنك لا تخاطب العباءة، إنما يخاطبك من فيها:
نظر معاوية إلى رجل وقف بين يديه يخاطبه وعليه عباءة، فجعل يزدريه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك لا تخاطب العباءة، إنما يخاطبك من فيها [2].
10 ـ يا بنية إنه زوجك الذي أحله الله لك:
تزوج عبد الله بن عامر هند بنت معاوية، فلمّا أدخلت عليه بالخضراء، أرادها عن نفسه فتمنَّعت عليه وأبت أشد الإباء فضربها فصرخت، فلمّا سمع الجواري صوتها صرخن وعلت أصواتهنّ، فسمع معاوية فنهض إليهنّ، فاستعلمهن ما الخبر، فقلن: سمعنا صوت سيدتنا فصِحنا. فدخل فإذا هي تبكي من ضربه، فقال لابن عامر: ويحك مثل هذه تضرب في مثل هذه الليلة؟ ثم قال له: اخرج من ههنا، فخرج وخلا بها معاوية فقال لها: يا بُنَّيةُ، إنه زوجك الذي أحله الله لك، أو ما سمعتِ قول الشاعر:
من الخَضِرات [3] البيض أمّا حرامها ... فصعب وأمّا حِلُّها فذلول
ثم خرج معاوية من عندها، وقال لزوجها: أدخل فقد مهدت لك خُلُقها ووطَّأته، فدخل ابن عامر، فوجدها قد طابت أخلاقها فقضى حاجته منها [4] رحمهم الله تعالى.
11 ـ هل يصح قول معاوية: إن الكريم طروب:
عن محمد بن عامر، قال: لام معاوية عبد الله بن جعفر على الغناء، فدخل يوماً على معاوية ومعه بُديح [5]، ومعاوية واضع رجلاً على رجل، فقال: عبد الله لبديح: أيها [6] يا بديح، فتغنى، فحرك معاوية رجله، فقال عبد الله: مه يا أمير المؤمنين. فقال معاوية: إن الكريم طروب [7]، هذا الخبر أورده البلاذري [8] بنحوه، وأورده ابن عبد ربه [9]، مع بعض [1] المنتخب والمختار صـ559. [2] المصدر نفسه (11/ 453). [3] الخضرات: جمع خَضِرة من الخضر وهو شدة الحياء. [4] البداية والنهاية (11/ 464). [5] بديح المليح، من موالي عبد الله بن جعفر. [6] إيه: كلمة استزادة واستنطاف الفيروز أبادي القاموس 1604. [7] مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ82. [8] أنساب الأشراف (4/ 27) مرويات خلافة معاوية صـ83. [9] العقد الفريد (6/ 21، 22) مرويات خلافة معاوية صـ83.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 233