responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 299
المؤرخين أنه قضى عشرة أيام في زيارته للنجف حيث قام بنفسه بخدمة الحجاج في ذلك المكان كما يذكرون أيضاً أنه إمعاناً في إعلان تمسكه بالمذهب الشيعي وولائه للرفض، وعلى الرغم من تعصبه الشديد للمذهب الشيعي إلا أنه رفع أيدي رجال الدين عن التدخل في شئون الحكم والسياسة ومارس نوعاً من السلطة المطلقة في حكم البلاد.
وقد أنزل الشاه عباس الصفوي أقسى أنواع العقاب بأعداء الدولة من السنة فإما أن يقتلوا أو تسمل عيونهم، ولم يكن يتسامح مع أي منهم إلا إذا تخلى عن مذهبه السني وأعلن ولائه للمذهب الشيعي [1]، واضطرت الدولة العثمانية أن تترك للدولة الصفوية الرافضية الشيعية جميع الأقاليم والبلدان والقلاع والحصون التي فتحها العثمانيون في عهد السلطان الغازي سليمان الأول بما فيها مدينة بغداد. وهذه أول معاهدة تركت فيها الدولة بعض فتوحاتها وكانت فاتحة الانحطاط والضعف وأول المعاهدات التي دلت على ضعف الدولة العثمانية [2].
لقد بالغ الشاه عباس الصفوي في عداءه للمذهب السني واتصل بملوك المسيحيين، وامعاناً في ضرب الدولة العثمانية حامية المذهب السني فقد عقد اتفاقات تعاون مشترك معهم من أجل تقويض أركان الدولة العثمانية السنية، ولم يكن يعبأ حتى إذا قدم العديد من التنازلات للدول الأوروبية تأكيداً لتعاونه معهم انطلاقاً من عدائه للدولة العثمانية.
وعامل الشاه عباس الصفوي المسيحيين في إيران معاملة حسنة على عكس معاملته للسنة، وقد كان لمعاملته المتميزة للمسيحيين أن نشطت الحركة التنصيرية المسيحية في إيران كما شجع التجار الأوروبيين في عقد صفقات تجارية كبيرة مع التجار في إيران وأصبحت إيران سوقاً رائجاً للتجارة الأوروبية، لقد توج تسامحه مع المسيحيين بأن أعلن في عام 1007هـ/1598م أوامره بعدم التعرض لهم والسماح لهم بحرية التجول في ربوع الدولة الصفوية وجاء بالمرسوم الذي أصدره شاه الدولة الصفوية مايلي: ( ... من اليوم يسمح لمواطني الدولة المسيحية ومن يدينون بدينهم بالحضور إلى أي بقعة من وطننا ولايسمح لأي شخص بأي حال من الأحوال إهانتهم، ونظراً لما بيننا وبين الملوك المسيحيين من علاقات ود ومحبة فيسمح للتجار المسيحيين بالتجول في جميع أنحاء إيران، ومزاولة نشاطهم التجاري في أي بقعة من الوطن، دون أن يتعرض لهم بالإيذاء من أي شخص سواء كان

[1] انظر: الاسلامي آسيا، د. محمد نصر مهنا، ص249،250.
[2] انظر: تاريخ الدولة العلية العثمانية، ص272.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست