responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 20
المحاربين مثل كفار التتار والإفرنج وغيرهم, فإن هؤلاء يتظاهرون عند جُهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه, ولا بأمر ولا نهي, ولا ثواب ولا عقاب, ولا جنة ولا نار, ولا بأحد من المرسلين قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا بملة من الملل السابقة, بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين, يتأولونه على أمور يفترونها, يدعون أنها علم الباطن وليس لهم حد محدود فيما يدعونه من الإلحاد في أسماء الله تعالى وآياته وتحريف كلام الله تعالى ورسوله عن مواضعه» إلى أن قال: «ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم وهم دائمًا مع كل عدو للمسلمين, فهم مع النصارى على المسلمين, ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار, ومن أعظم أعيادهم إذا استولى -والعياذ بالله تعالى- النصارى على ثغور المسلمين ..
فهؤلاء المعادون لله ورسوله كثروا حينئذ على السواحل وغيرها, فاستولى النصارى على الساحل, ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره, فإن أحوالهم السيئة كانت من أعظم الأسباب في ذلك, ثم لما أقام الله أمور المسلمين المجاهدين في سبيل الله تعالى كنور الدين الشهيد, وصلاح الدين وأتباعهما وفتحوا السواحل من النصارى, وممن كان بها منهم وفتحوا أيضًا أرض مصر, فإنهم كانوا مستولين عليها نحو مائتي سنة, واتفقوا هم والنصارى, فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد ... ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم .. ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين تارة يُسمون «الملاحدة» وتارة يسمون «القرامطة» وتارة يسمون «الباطنية» وتارة يسمون «الإسماعيلية» وتارة يسمون «الخرمية» وتارة يسمون «المحمرة».
وهذه الأسماء منها ما يعمهم ومنها ما يخص بعض أصنافهم, ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات, وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب, فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين, والصديق وسائر الصحابة رضي الله عنهم بدأوا

نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست