responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 155
إن القادة الذين يحترمون العلماء والفقهاء في حقيقة عملهم هذا قد أخذوا بسنة من سنن التمكين والنصر والغلبة على الأعداء.
إن الذين يهاجمون علماء الأمة ومفكريها وساستها ومربيها وفقهاءها ومحدثيها وحركييها يخدمون المخططات اليهودية والنصرانية والطاغوتية والاستخبارية سواء شعروا بذلك أم لا, والذين لا يزالون يطعنون في علماء الأمة بفعلهم هذا يكونون قد ابتعدوا عن منهج أهل السنة والجماعة الذي يقول: «وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر, وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل, ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل» [1].
ولقد رأيت أقوامًا يستهزئون بالعلماء والفقهاء والمحدثين والدعاة, بل بعضهم كفر بعض قادات الحركات الإسلامية بدون بينة, بل بجهل وعناد واستخفاف, وبعضهم يتلذذ بغيبة العلماء والطعن فيهم, وينشر ذلك على المنابر وفي الصحف, ولو أتيحت له الإذاعة لهذا الغرض لطار فرحًا, وما يدري المسكين أن لحوم العلماء مسمومة, وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة, وما يدري هذا المتعالم أن الاعتبار في الحكم على الأشخاص بكثرة الفضائل, قال ابن القيم -رحمه الله-: «ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعًا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان, قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور, بل مأجور لاجتهاده, فلا يجوز أن يُتبع فيها, ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته في قلوب المسلمين» [2].
إن تاريخ الأمة الإسلامية المجيد يبين لنا أهمية احترام العلماء والدعاة وتقديمهم في إعزاز هذا الدين. فعلى العاملين لإعادة ماضينا المجيد وعزنا التليد أن يعملوا على إعادة دور العلماء والفقهاء وإلزام الناس باحترامهم, ومنع العملاء المندسين في صفوفنا للطعن في علمائنا بالأقوال المزخرفة والأساليب الملتوية للضحك على شبابنا حتى لا يفلحوا في دنيا ولا في آخرة.

[1] شرح الطحاوية (ج2/ 740).
[2] أعلام الموقعين (ج3/ 283).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست